============================================================
رسانة في التوحيد العز بن عبد السلام الزجاجات القلوبية، كيف لا تسرح في المناجات القربية، وألباب غذيت باللبانات الحبية ، كيف من لا تشر[ب] من المدامات الربية ، وارواح حبست في الأشباح الحسية، كيف لا ترتع في الرياض القدسية، وتشرح في مواقعها العلية، وتشرب من مواردها الروية: بشرح الحال عن تلك الشكية وتنهى ما بها من فوط شوق ~~ويفصل عندها تلك القضية ويبرز حاكم العشاق جهرا إذا ما خوطبت عند التلاقي لمولاها بداها بالتجية ولا يقضي لغصتها قضية تود بأن يوم الفصل يبقى فيأمرها إلى جنات عدن فتابى أنفس منها أبية ولا عقدت لغير سواه نية وتقسم قط لا نظرت سواه(1) ولا كانت مطالبها دنية ولا نظرث من الأكوان شيئ فما هجرت لذيد العيش إلا لتخظى منك بالصلة السنية صفت من صفو صفوته هنيه ويسقيها مدير الواح كأسا (1) يقول العز بن عبد السلام في (شجرة المعارف والأحوال) ص44 : " وإذا فني صواحب يوسف بن يعقوب ملاحظة جماله، فيما الظن بملاحظة جمال مقلج القلوب ، وعلام الغيرب . فلا تظنن ايها المغرور أن آدم اكل من الشجرة ، وأن يعقوب بكى على يوسف، وأن رسول الله بكى على إيراهيم في حال تحديق أحد منهم إلى شيء من هذه الصفات . وإنما يقع هذا وأمثاله منهم في أحوال الغفلات عن ملاحظة الصفات . فقد عرفنا أن رسول الله كان إذا نزل عليه الوحي فتربد وجهه، وعرق جبينه، وغط غطيط البكر[ غطيط البكر: الصوت الذي يصدر من خياشيم الفتي من الإبل]، لا يتصور حينيذ منه اكل ولا شرب، ولا حزن ولا بكاء، لامتلاء قلبه بثقل ما نزل عليه، وعظم ما أوجي إليه،:
Bogga 43