============================================================
رسالة في التوحيد 2 - رسائل في التوحيد سميع لكل نداء ، بصير بكل خفاء، ردا على الكوبية(1) ؛ وخلق خلقه في أحسن فطره وأعادهم بالفناء في ظلمة الحفرة، وسيعيدهم كما بدأهم أول مرة ردا على الذهرية(2)؛ فإذا جمعهم ليوم حسابه يتجلى لأحبابه فيرونه بالبصر كما يرى القمر، فلا يحتجب إلا على من أنكر الرؤيا من المعتزلية، كيف يجتجب عن أحبابه أو يوقفم دون ججابه، وقد سبقت مواعيده القديمة الأزلية: يا أيتها النفس المطمينة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} [ الفجر : 27] أترى ترضى في الجنات بحورية، أم تقنع في البستان بالحلل السنديية، كيف يفرح المجنون بدون ليلى العامرية(32)؛ أم كيف يلتذ المحث بدون النفحات العثرية، أجساد أذيبت في تحقيق العبودية، وأبصار سهرت في الليالي الحيدسية(4) . كيف لا تلتذ بالمشاهدة الأنسية، وأسرار أودعت في (1) " الكمبية": فرقة من القادرية المعتزلة، أتباع عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي المعروف بأبي القاسم الكعبي ، من أقواله : إن الله تعالى لا يرى نفسه ولا يرى غيره، وإن الله جل وعلا لا يسمع، وإذ وصفه بأنه سميع بصير أي عليم بالمسموعات التي يسمعها غيره والمرئيات التي يراها غيره انظر (الفرق بين الفرق) : 166، و( التبصير في الدين): 84.
(2) " الدفرية": هم الملاحدة، الذي لا يؤمنون بالآخرة، ويقولون ببقاء الدهر.
(المعجم الوسيط) (3) ليلى العامرية : هي ابنة مهدي بن سعد، أم مالك، من بني كعب بن ربيعة، صاحبة "المجنون" قيس بن الملوح. وفي وجودهما شك كبير، ترفيت نحو سنة 68ه. انظر (الأعلام) للزركلي 249/5.
(4) " الليالي الحندسية: الشديدة الظلمة.
Bogga 42