============================================================
رسالة في التوحيد العز بن عبد السلام بسم الله اليعسن الوهيع قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله : الحمد لله الذي كيف الكيف، وتنزه عن الكيفية ، وائن الأين وتعزز عن الائنية ، ووجد في كل شيء وتقدسي عن الظرفية، وحضر عند كل شيء وتعالى عن العندية، وهو أول كل شيء وليس له أولية ، وآخر كل شيء وليس له آخرية، إن قلت : اين؟ طالبته بالأئنية، وإن قلت : كيف؟ فقد طالبته بالكيفية، وإن قلت : متى؟ فقد زاحمته بالوقتية، وإن قلت : ليس؛ فقد عطلته عن الكونية، وإن قلت: لو؛ فقد قابلته بالنقصية، وإن قلت : لم ؟ فقد عارضته في الملكوتية، لا يسبق بقبلية ولا يلحق ببعدية، ولا يقاس بمثلية، ولا يقرن بشكلية، ولايعاب بزوجية، ولا يوصف بجوهرية، ولا يعرف بجسمية. لو كان سبحانه شبحا لكان معروف الكمية، ولو كان جسما لكان مؤتلف البنية ، بل هو واحد ردا على الثنوية ؛ صمد ردا على الوثنية ؛ لا مثل له طعنا على الحشوية ؛ لا كفء له ردا على من ألحد في الوصفية، لا يتحرك متحرك، بخير أوبشر، في سر اوجهر، في برأوبحر، الا بإرادته وقدرته ردا على القدرية(1)؛ خلق الخير وارتضاه، وخلق
(1) " القدرية : قوم ينكرون القدر، ويقولون : إن كل إلسان خالق لفعله. انظر (الفرق بين الفرق) : 94.
Bogga 39