============================================================
الملحة في الاعتقاد رسائل في التوحيد الله بالجهاد في نصرة دينه ، إلا أن سلاح العالم علمه ولسانه ، كما أن سلاح الملك سيفه وسنانه ؛ فكما لا يجوز للملوك إغماد أسلحتهم عن الملحدين والمشركين ، لا يجوز للعلماء إغماد السنتهم عن الزائغين والمبتدعين ؛ فمن ناضل عن الله وأظهر دين الله كان جديرا أن يحرسه الله بعينه التي لا تنام ، ويعزه بعزه الذي لايضام ، ويخوطه بركنه الذي لا يرام، ويحفظه من جميع الأنام : { ولو يشاء الله لأنتصر منهم ولكن ليلو بعضكم ببعض} [محمد: 4] ، وما زال المنزهون والموحدون يفتون بذلك على رؤوس الأشهاد في المحافل والمشاهد، (و) يجهرون به في المدارس والمساجد، وبدعة الحشوئة كامنة خفية لا يتمكنون من المجاهرة بها، بل يدسونها إلى جهلة العوام:، وقد جهروا بها في هذا الأوان ، فنسأل الله تعالى أن يعجل بإخمالها كعادته ، ويقضي بإذلالها على ما سبق من سنته، وعلى طريقة المنزهين والموحدين درج الخلف والسلف، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
والعجب أنهم يذمون الأشعري بقوله : إن الخبز لا يشبع ، والماء لا يروي، والنار لا تحرق، وهذا كلام أنزل الله معناه في كتابه؛ فإن الشبع والوي والإحراق حوادث تفرد الرب بخلقها، فلم يخلق الخبز الشبع ، ولم يخلق الماء الري، ولم تخلق النار الإحراق، وإن كانت أسبابا في ذلك ، فالخالق تعالى هو المسبب (دون السبب)، كما قال تعالى: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) [ الأنفال : 17] ، نفى أن يكون رسوله خالقا للرمي، وإن كان سببأ (فيه)، وقد قال تعالى : وأنه هو أضحك وأبكى * وأنه هو أمات وأخيا)
Bogga 26