============================================================
الملحة في الاعتقاد العز بن عيد السلام أهل البدع والأهواء، والإضلال والإغواء.
ومن قال بأن الوصف القديم حال في المصحف، لزمه إذا احترق المصحف أن يقول : إن وصف الله القديم احترق، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، ومن شأن القديم أن لا يلحقه تغير ولا عدم ، فإن ذلك منافي للقدم.
فإن زعموا أن القرآن مكتوب في المصحف غير حال فيه ، كما يقوله الأشعري، فلم يلعنون الأشعري رحمه الله؟ وإن قالوا بخلاف ذلك ، فانظر: {كئف يفترون على الله الكذب، وكفى به إثما مبينأ} ( النساء : 50]، ويؤم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مشودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين [ الزمر: 20] .
وأما قوله سبحانه وتعالى : { إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون) الواقعة : 77، 78] فلا خلاف بين أئمة العربية أنه لا بد من كلمة محذوفة يتعلق بها قوله : { في كتاب مكنون}، ويجب القطع بأن ذلك المحذوف تقديره : "مكتوب في كتاب مكنون" لما ذكرناه، وما دل عليه العقل الشاهذ بالوحدانية وبصحة الرسالة ، وهو مناط التكليف بإجماع المسلمين، وإنما لم يستدل بالعقل على القدم(1) وكفى به شاهدا، لأنهم لا يسمعون شهادته(2) مع أن الشرع قد عدل العقل وقبل شهادته ، واستدل به في مواضع من كتابه، كالاستدلال بالإنشاء على العادة(2 ، (1) تحرفت العبارة في (ع) إلى "وإنما لم يستدل الفعل على القوم".
(2) ع : " الا إنم لا يسمعون شهادة"؛ والمثبت من (س): (3) س : "الإعادة *
Bogga 23