============================================================
الملحة في الاعتقاد التفرد بالكمال، والتفرد بالكمال من أعلى مراتب المدح والكمال، فقد اشتملت هذه الكلمة على ما ذكرناه في الباقيات الصالحات ؛ لأن الألف واللام فيها لاستغراق جنس المدح والحمد، بما علمناه وجهلناه، ولا خروج للمدح عن شيء ما ذكرناه ، ولا يستحق الإلهية إلا من اتصف بجميع ما قررناه، ولا يخرج عن هذا الاعتقاد ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا أحد من أهل الملل ، إلا من خذله الله فائبع هواه وعصى مؤلاه، أولثك (قوم قد) غمرهم ذل الحجاب، وطرذوا عن الباب، وبعدوا عن ذلك الجناب، وحق لمن حجب في الدنيا عن اجلاله ومعرفته، أن يخجب في الآخرة عن إكرامه ورؤته : ارض لمن غاب عنك غيبته فذاك ذتب عقابه فيه فهذا إجمال من اعتقاد الأشعري رحمه الله تعالى، واعتقاد السلف وأهل الطريقة والحقيقة، نسبته إلى التفصيل الواضح كنسبة القطرة إلى البحر الطافح : يعرفه الباحث من جنسه وسائر الناس له منكر [غيره](1): لقد ظهرت فلا تخفى على أحد إلا على اكمه لا يعرف القمرا ل والحشوية المشبهة ، الذين يشبهون الله بخلقه، ضربان : أحدهما لا يتحاشى من إظهار الحشو: ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون) [المجادلة : 18]، والآخر يتستر بمذهب السلف ، (1) زيادة من (س):
Bogga 18