أخذته تلك الظبية لم يكن عميقًا فجاز هو وجيشه إلى الشاطئ الآخر فحمد الله على النجاة، ورسم ببناء تلك المدينة وأن تسمى فرنكفورت يعني معبر الفرنج.
ولم تزل تلك المدينة آخذة في العمران حتى صارت منذ سنة ١٣٥٦ مقرًا لاجتماع أمراء الألمانيين حين انتخابهم قيصرًا جديدًا، ومن سنة ١٥٦٢ ميلادية صارت محل تتويج القياصرة بتاج الملك الجرماني، وكان ذلك في القاعة التي سبق لنا وصفها.
وبعد ذلك صارت مستقلة تحت حكم جمهوري، وكان بها وقتئذ مجلس عام لجميع ممالك ألمانيا ينظر في أحوالها الداخلية والخارجية إلى سنة ١٨٦٦، وفيها استولت عليها مملكة البروسيا في حربها مع مملكة النمسا.
وهي الآن مقر مجتمع أغلب التجار الألمانيين؛ فلهم بها اجتماعات سنوية لتوسيع معاملتهم التجارية فيما بينهم، وسكانها الآن ١٥٤٥٠٠ نفس، وعشرهم إسرائيليون (يهود) وقد سكنها أسلافهم من قبلهم، وعاملهم المسيحيون قديمًا معاملة الأرقاء فكانوا يسلبون أموالهم تارة، ويستخدمونهم أخرى، وفي سنة ١٣٤٩ ميلادية انقضَّت عليهم عامةُ المسيحيين فأعملوا فيهم آلات القتل والذبح حتى أتوا على آخرهم إلا من هرب منهم، وبعد ذلك بقرن أتى إليها اليهود ثانية، وسكنوها، وبنوا
1 / 360