Rasaa'ilul Ahzaan
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب
Noocyada
4
أم هو الحب؟
إذا كنت شاعرا فأضللت نفسك فنشدتها طويلا، وقلبت عليها آفاق النفوس وأفلاك القلوب فإنك لن تصيبها إلا في نفس امرأة جميلة يجعلها مهندس الكون مركزا للدائرة التي تنفسح بأقطار نفسك ذاهبة بكل قطر إلى جهة من أماني الحياة.
وإذا كنت حكيما فسألت نفسك سؤال الفلاسفة: من أنا؟ ووجدت في نفسك ذلك السر الخفي يقول عنك: من هو؟ فإنه لن يظهر لك معنى «أنا وهو» إلا إذا وضع الحب بينهما «هي» ...
وإذا كنت رجلا من عامة الأرض اندمج في جلدة من الثرى
5
فإن نفسك لن تحس جوهرها الإلهي إلا في نفس حبيبة، وإن كانت من عامة السماء ... فالحب يجعل الناس أعلاهم وأسفلهم صاعدين أبدا من أسفل إلى أعلى. •••
إني أخط في هذه الصفحات صورة من الزمن الفاني تصور خطفة البرق التي خطرت في سماء العمر من ابتسامة ملتهبة كانت سيالة بكهربائها؛ وإن في القلم لشيئا إلهيا يدفع الموت والنسيان عن المعاني التي تكتب إلى أجل طويل، كأن القلم ينتزعها من الإنسان الذي هو قطعة من الفناء ليبعد الفناء عنها، هي «رسائل الأحزان» لا لأنها من الحزن جاءت، ولكن لأنها إلى الحزن انتهت، ثم لأنها من لسان كان سلما يترجم عن قلب كان حربا، ثم لأن هذا التاريخ الغزلي كان ينبع كالحياة، وكان كالحياة ماضيا إلى قبره ليس بيني وبين الهوى شأن ولا عداوة، ولكنها تركت في ثلاثا: قلب أخلص لها وأوغرته
6
عليها، وبقايا آلام كأنها أشلاء
Bog aan la aqoon