============================================================
الرسالة الرضوانية وتقطع حك بفظ الكريم لأولياله، وإن كتت لم تشاهد فاصت، ولا تحط رقاب الصديقين، ولا تحل طعم شيء لم تذق، فإن الأحوال السنية التى قلت أنها يخاف عليها أن تنقطع أحكامها سنية، وهي راجعه وواقفة مع شرطها الذي قامت به وظهرت بشأنه، وآشرت بلواحقه في آوانه.
فصل: السعيد هو الذى يبعل التوبة ممتدة مع تفسه ونفسه، ويأخذ نفه بنادمتها، فانها عجية محافظة لمقاماتها الشريفة، ومقومة لشأنه كله، وهي ني البتدى برع، وفي السالك بآحر، وفي الواصل كذلك وماهيتها تدور وتتداحل وشرع وتلون في الوهم فما أوسع قلب العارف حيث أنه باطلاقه مقابل لإطلاق الحق، والحق أوسع وأعظم لأنه غير متاهى، والقلب يسعه على ما ثيت بالحديث القدسى، وما يسع الغير المتتاهى غير متتاهى أيضا، وفي هلا قال سلطان الزاهدين ورأس العارفين ولمام الواصلين أبو يزيد البسطامى قدس سرة: ولو ان العرش وما حواه من السماوات والأرض وما بينهما وما فيها مالة الف ألف مرة ولع فى زاوية من زواها قلب العارف ما أحسن ها، لأن العرض وما فيه متناهى، ولا قدر للمتناهى يالنسبة الى فير التناهى وقال الشيخ الأكبر قنس سره: بل قلب العارف لو وقع لى زلوية من زواياه ما لا يتناهى وجوده ما وحد وتوحمد الى الأبد بفرض انتهاه وجوده ولو كان مستحيلاه لأن غير التناهى لا يحاط به مع التى هي واسطة لى ايجاده وهو الحق المحلوق به الخلق أشار إليه بقوله تعالى: (وما محلقتا السموات والأرض وما يينهما إلا بالحو) [الحجن 85].
ما احس بذلك حال كونه منطويا فيما بين معلومات، واستدل لما قاله بقوله: فاته قد ثبت بديث: ولا يسضى أرضى ولا سائى، ولكن بسعنى قلب عبدي المؤمن أن القلب وسع الحق لاستعداده للتبليات الأبسائية والناتية الغير التاهية واحدا بعد واح ومع ذلك لا يقنع بما صل له فلا يروى؛ اذ كل تمل بورث له استعدادا آحر الى غير النهاية.
قالعارف في كل زمان يطلب الزيادة من التجلى، لأنه ليس له نهاية يقف التجلى عندها فلا يقع بعدها تجلي آحر، وكلا يطلب بلسان الاستعداد زيادة العلم بالحق فيقول: (وقل رب زذبي [طه: 114]، فلا الطالب من العبد يتتاهى، ولا التجلى والاقاضة من الحق، ومن هنا قال أبو يزيد البسطامى قنس سره: والرجل يتحسى بحار السماوات والأرض، ولساته حارج لهث عطضا وقال ابضتا شعر: شرت الحب كاسا بعد كاس فما تفذ الشراب وما رويت فالعارف دائتا علشانه لانه لا بعليع ولو امتلا ارتوى، ومن إن قلب العارف باظه وسع كل شيء لأنه وسع الخق تعالى فيكون وسعه له باعتبار العلم والشهود، أو باعتبار الإحاطة والجامعية لهاء فانها حقيقة للأشياء جامعة لها.
Bogga 363