قال الذهبي: قلت جهلة الرافضة لم يدروا الحديث ولا السير ولا كيف ثمة ؟! فأما أنت أيها الحافظ البارع الذي شربت بولك إن صدقت في الترحال، فما عذرك عند الله مع خبرتك بالأمور ، فأنت زنديق معاند للحق فلا رضي الله عنك ]. انتهى لفظ التذكرة(¬1). وقوله : "شربت بولك" يشير إلى ما قدمه رواية عنه في أول الترجمة ، أنه قال:"شربت بولي في هذا الشأن خمس مرات" انتهى. يريد أنه كان يعطش في أسفاره في طلب الحديث، فلا يجد ماء، فشرب بوله. ...
إذا عرفت أن هذا كلام الذهبي في ابن خراش وأنه زنديق معاند للحق فكيف تقبل روايته أودعواه وضع الحديث، أوالاتهام به، فما كان للسيد حسن الجلال رحمه الله أن يوهم صحة ما قاله ابن خراش وينقل كلاما مبتورا، يوهم فيه أنه قد ارتضى الذهبي ما قاله ابن خراش وأنه لم يجرحه.
وأما قول السيد "فإنه لم يخرج عن رتبة الآحاد"(¬2)، فجوابه: أن الأحاديث مقبولة معمول بها حتى في اختياره، فإن العمل عنده بها رخصة.
قلت : العجب من قول ابن خراش أنه اتهم مالك بن أوس بحديث:"لا نورث" وهو حديث رواه أبوبكر باتفاق العلماء عقب وفاته صلى الله عليه وآله وسلم.
Bogga 53