Jawaabta Ku Sahabsan Zanadiiqada iyo Jahmiyada
الرد على الزنادقة والجهمية
Baare
صبري بن سلامة شاهين
Daabacaha
دار الثبات للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
١ قال ابن بطة في كتاب الإبانة "١٩٠/٢، ١٩١": ثم إن الجهمي ادعى أمرًا آخر، فقال: إن الله ﷿ يقول: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ﴾ [الدخان: ٣٨] فزعم أن القرآن لا يخلو أن يكون في السموات أو في الأرض أو فيما بينهما. فيقال له: إن الله ﷿ يقول: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ﴾ [الحجر: ٨٥] فالحق الذي خلق به السموات والأرض وما بينهما هو قوله وكلامه، لأنه هو الحق وقوله الحق: ﴿قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ﴾ [ص: ٨٤] . وقال: ﴿وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ﴾ [الأنعام: ٧٣] فأخبر بأن الخلق كله كان بالحق والحق قوله وكلامه. وقال: ﴿خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ [النمل: ٣] وقال: ﴿مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ﴾ [يونس: ٥] يعني قوله وكلامه، فقوله وكلامه قبل السموات والأرض وما بينهما، فتفهموا -رحمكم الله- ولا يستفزنكم الجهمي الخبيث بتغاليطه وتمويهه وتشكيكه ليزلكم عن دينكم، فإن الجهمي لا يألوا جهدًا في تكفير الناس وتضليلهم. عصمنا الله وإياكم من فتنته برحمته.
1 / 128