Rabka Kacaanka
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Noocyada
33 (3-3) الصراع الديني
واتخذ فيه أتباع ديانة «رع» موقف الدفاع، في صراع عقائدي عنيف اشتعل على جبهتين؛ جبهة الإله «بتاح» إله مدينة «منف»، وجبهة العقيدة الشعبية وإلهها «أوزير
Osir »، أو كما نطقه اليونان «أوزيريس
Osiris ».
ومن المعروف تاريخيا: أن عبادة الإله «رع» تعد من أقدم العبادات التي ظهرت في مصر، فتعود أول إشارة تاريخية لها إلى عهد التوحيد الثاني - كما سلفت الإشارة - وكما يؤكد ذلك كثير من الباحثين،
34
حتى استطاع مع تأسيس الأسرة الخامسة أن يصبح الإله الرسمي للدولة، إلا أنه كان هناك إله قديم آخر، ساد في عهد سابق لسيادة «رع» على الدولة القديمة، هو الإله «بتاح» المنفي، الذي بدأ نجمه في السطوع مرة أخرى، حتى كاد أن ينزع «رع» من عرشه ليصبح هو إلها رسميا للأسرة السادسة، بعد أن عاد للإيمان به الملك «تيتي
Titi » أول ملوكها وتحرك «رع» للدفاع عن مكانته، فحدث الصراع المباشر بينه وبين «بتاح»، ذلك الصدام الذي استمر حتى أضعف كلا الإلهين تماما، مما أعطى الضوء الأخضر للإله الشعبي «أوزير» ليتطاول، فيفتح على سيده رع جبهة جديدة في الصراع.
ولم تدم هذه المعمعة العقائدية طويلا؛ فقد توارى «بتاح» المنفي مهزوما أمام «رع» الأوني، ولكن بعد أن خرج «رع» من الصراع منهوكا ضعيفا، ذلك الضعف الذي كان عاملا حاسما في انتهاء الصراع لصالح الإله «أوزير»، فاستطاع أن يحقق انتصاره الكامل مع نهاية الأسرة الحاكمة السادسة.
وبذلك تضافرت أحداث الصراع الداخلي الثلاثة؛ لتعجل بنهاية الأسرة السادسة، التي عجل بها أكثر ال «عامو حر يوشع»، أو بدو الرمال، الذين بدءوا يتوافدون من فلسطين على الشمال الشرقي للبلاد، ليثيروا فيه الاضطراب والفزع،
Bog aan la aqoon