210

Rabka Kacaanka

رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة

Noocyada

53

ويعلق برستد قائلا: «ومن الظاهر طبعا، أن أولئك الاثنين والأربعين قاضيا، ليسوا إلا أسماء مخترعة، وهم يمثلون الأقسام الإدارية التي تتألف منها البلاد المصرية، ولا شك أن الكهنة ألفوا تلك المحكمة من اثنين وأربعين قاضيا؛ قصد الإشراف على أخلاق المتوفى، من أي ناحية من أنحاء البلاد، حيث يجد المتوفى نفسه يواجه قاضيا على الأقل، من بين أولئك القضاة، قد جاء من البلدة التي كانت موطنا له، فيكون ذلك القاضي على علم بسيرة ذلك المتوفى المحلية، وبذلك لم يكن في إمكانه أن يخاتله أو يغشه.»

54

وفي البند الخامس والعشرين بعد المائة، من كتاب الموتى الشعبي، يسجل للميت ما يجب قوله عند الوصول إلى قاعة العدل؛ كنوع من إبراز حسنات الميت وإيضاح صلاحه وتقواه، وإنكاره لأي خطايا يحتمل أن يكون قد ارتكبها في حياته الدنيا، وتسمى بالاعتراف الإنكاري أو السلبي، ولكنها في الحقيقة لا تحوي أي اعتراف، بل هي في مجملها تنصل من كل الأوزار المحتملة، وتؤكد هذا المعنى إليزابيث رايفشتال بقولها: «إن الاعتراف السلبي بحد ذاته، تعويذة أو ضرب سحري، أكثر منه اعتراف صادر عن شخص نادم.»

55

ويشرح برستد ذلك بقوله: إن سلطان محكمة الآخرة «ما لبث أن مسخ مبكرا، بالعوامل السحرية التي جاءت في كتاب الموتى، الذي «ألفه كهنة المعابد للكسب منه»؛ إذ زعموا فيه أن يكون وسيلة تساعد الميت على التخلص من العقوبة، بمخادعة وتضليل ذلك القاضي الرهيب»،

56 «وكانت مناظر المحاكمة في الآخرة، ومتن إعلان البراءة، تنسخ بكثرة على صفحات البردي؛ يقوم بنسخها الكتبة، ثم تباع لكل الناس، ولا يكتب اسم المتوفى، بل يترك مكانه خاليا؛ ليملأه المشتري بعد حصوله على تلك الوثيقة، وعلى ذلك كان في إمكان كل إنسان مهما كانت أخلاقه في الحياة الدنيا، أن يستولي من الكتبة على شهادة تقول بأن فلانا - الذي ترك اسمه خاليا - كان رجلا فاضلا.»

57

ومثالا من هذا الاعتراف السلبي أو الإنكاري، يقول الميت في البند المذكور من كتاب الموتى، موجها كلامه إلى أوزير:

السلام عليك يا إلهي العظيم،

Bog aan la aqoon