Rabka Kacaanka
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Noocyada
عقيدة القيام من الموت.
عقيدة المخلص للبشرية.
عقيدة الفداء.
عقيدة الرجعة من السماء.
وإن هذه المرحلة، قد بدأت بدخول أوزير وتوابعه إلى المجمع القدسي، عندما لجأ كهان الملكية في أون إلى مداراة الخطر الناشئ، برفع الإله الشعبي لمرتبة الآلهة الكونية، وإدخاله مع توابعه إلى المجمع القدسي؛ ليسجل إلي جوار رع الأوني في متون الأهرام، ليتحول المجمع القدسي من خمس آلهة كونية إلى «تسع آلهة، تجمع اللاهوت مع الناسوت أو الألوهية مع البشرية»، ولعل في ذلك ما يفسر لنا دهشة وتشكك إرمان وفرانكفورت وأنتس، السالف الإشارة إليها، وهو ما لخصه محمد أنور شكري بقوله: إن الأسطورة الأوزيرية قد انتشرت «انتشارا واسعا، وقد اضطر كهنة عين شمس في بداية الأمر إلى مقاومتها، لكنهم اضطروا آخر الأمر إلى «التوفيق بينها وبين عقائدهم»، وضم أوزير ومن تبعه من الآلهة إلى آلهتهم؛ وبذلك تألف التاسوع العظيم.»
6
ورغم أن كهنة الملكية لم يضعوا أوزير وتوابعه في مرتبة مساوية للآلهة الكونية (رع وتوابعه)، وإنما ضموهم تحت سيادتهم كأبناء لرع؛ ضمانا لسيادته، ورغم أنهم استطاعوا بذلك أن يبعدوا من الأذهان فكرة المنافسة بين أوزير ورع، على اعتبار أن أوزير ما كان ليخرق أقدس التقاليد المصرية في إجلال الآباء، وإلا ما استحق التقديس كإله، رغم هذا؛ فإن دخول أوزير وتوابعه المجمع القدسي الأوني، يشير إلى هزيمة سياسية وعقائدية ودينية صريحة، منيت بها الملكية أمام شعبها، واعتراف واضح بهذه الهزيمة.
وكان لا بد من بعض التعديلات في الديانة الملكية، بعد دخول أوزير المجمع القدسي؛ كي يظل رع صاحب القداسة الأولى، وتظل أون صاحبة السيادة والسلطان، وكانت هذه التعديلات بداية لسلسلة من التنازلات والهزائم لديانة الملكية، وللملكية ذاتها، بدأت في الأسرة الرابعة بدخول أوزير المجمع، ثم تلاها انتشار واسع للعقيدة الجديدة بين أفراد الشعب؛ ليجيء ثاني تنازل خطير، باعتراف الديانة الملكية بعالم للموتى يذهب إليه أفراد الشعب، ليعيشوا تحت الأرض في مملكة يحكمها أوزير،
7
إلا أنه لم يكن عالم خلود، بقدر ما كان عالم أطياف غير محددة الماهية، حتى ذهب الباحثون إلى القول: إننا «لا نعلم شيئا في عهد الإمبراطورية القديمة، عن المصير المحدد للفقراء بعد موتهم، ولكن نرجح أنه كان ضعيفا جدا.»
Bog aan la aqoon