Rabka Kacaanka
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Noocyada
77
ومع مجمع أون القدسي، برئاسة رع، ثم آمون رع، ومع الإله أوزير أحد وأهم أعضاء هذا المجمع، ومع بتاح الخالق بالكلمة، لا يفوتنا هنا أن نقف وقفة قصيرة، مع إله آخر ظهر إبان صولة آمون رع وسلطانه، هو الإله آتون؛ لما يوليه الباحثون من اهتمام بالغ.
وآتون هو إله الفرعون «إخناتون»، وقد كان قصير العمر والأجل، ظهر لينطفئ سريعا، بل لقد عده أهل مصر، فترة زندقة ومروق لموقفه الرافض للأسطورة الأوزيرية والعالم الخالد، وقد بدأ ظهوره مع هجرة الفرعون إخناتون، من مدينة أجداده واست؛ ليشيد لإلهه عاصمة جديدة هي «أخيتاتون» ورغم ما أثير من ضجة حول هذا الإله، فإنه بمنظار البحث الرزين المتأني، لم يضف شيئا جديدا إلى فلسفة رع أو آمون رع، سوى كونه كان في نظر عابديه الإله الواحد دون أتباع في مجامع قدسية، منزها عن الشريك والضد، منفردا بوحدانية مطلقة،
78
مع صبغه بالصبغة العالمية، التي نتجت تلقائيا كنتيجة للأحداث السياسية، فما كانت مصر في عهد الدولة القديمة، لترى في الكون كونا سواها، أما في عصر الدولة الحديثة التي ظهر فيها إخناتون بإلهه آتون، فقد كانت مصر في حال غير الحال؛ فهي مصر، الإمبراطورية التي استطاعت يداها أن تمتد؛ لتجذب إلى ملكها أركان المعمورة المعروفة آنذاك، وكان طبيعيا في ظل وضع سياسي كهذا أن يجعل إخناتون إلهه إلها عالميا واحدا، أحق بالعبادة من سائر الآلهة الأخرى، الدائرة في فلك الإمبراطورية.
وعلى أية حال فإن إخناتون لم يجن من توحيده المطلق، وتصوفه الذي اشتهر بسببه، سوى الخراب والدمار له ولدولته ولأمته، التي أخذت في الانهيار، لتضيع منها إمبراطورتيها، ويبدأ أتباعها في الانفصال عنها، بل والتطاول على حدودها.
ومن الجدير بالذكر أن كل الآلهة التي تابعت «رع» سيد المجمع القدسي، قد أخذت عنه أيضا فكرة التثليث والتتسيع عدا آتون؛ فقد «انتشرت فكرة التثليث بين المعبودات على توالي الزمن، وأصبح لكل مكان بالقطر تثليث ثانوي مقدس، ركب منه بعد ذلك تتسيع على الطريقة المعروفة آنفا»،
79
فأصبح للإله بتاح زوجة تسمى سخمت، وابن يدعى نفرتم،
80
Bog aan la aqoon