Waxaan ku Arkay Riyada Hurdada
رأيت فيما يرى النائم
Noocyada
واضطرت الأم أن تغادر الحجرة، وهي تقول: قد يكون عند الحاج حل!
وثار غضب نصيبي، وقال للآخر: لا حل إذا لم نعثر عليه بأنفسنا، فلننتظر حتى ينتصف الليل ويندر المارة ثم ننطلق في الظلام وراء أي صيد يقع.
فهتف قسمتي: خيال جنوني. - لا تكن جبانا. - لا تكن مجنونا.
وقال الحاج محسن لزوجته: لم يغب عني هذا الموضوع، ولكن لا توجد أسرة ترضى بمصاهرتنا. - والحل؟
فقال الرجل وصوته يخفض. - ستجيء امرأة مسكينة في الحلقة الخامسة لتقوم على خدمتهما!
وجاءت امرأة تعيسة الحال والمنظر، نشطوا إلى تغذيتها وتنظيفها لترضى بما يراد بها، وأعقب ذلك سكون ظاهري على الأقل ... أما في الواقع فإن نصيبي كان يسيء معاملة المرأة نهارا كتعويض عن اندفاعه الليلي، وأما قسمتي فبدا كئيبا مشمئزا، ويسأل الآخر: ما ذنبي أنا؟
فنهره نصيبي متسائلا: وهل الذنب ذنبي؟!
لم يحر جوابا، لكنه تذكر سميحة بقلبه المسلوب، وعواطفه المتأججة المحرومة، فتضاعف أساه، والحق أن كليهما شعر بالضياع والهوان، ولكن لم يشعر أحدهما بتعاسة الآخر ... وعلى العكس، اتهمه بأنه المسئول عن مأساته، وود لو يتخلص منه بأي ثمن. ودعاهما الأب للعمل في الدكان ولو كتجربة لا مفر من ممارستها ... كان يوم حضورهما في الدكان يوما معتدل المناخ من أيام الربيع ... تجليا للأعين في بنطلون رمادي، وقميصين أبيضين نصف كم، أما شعر رأسيهما فاستوى مشذبا متوسط الطول. وقفا وراء الطاولة مرتبكين، وسرعان ما تجمع كثيرون ما بين زبون ومتفرج حتى ازدحم الطريق إلى نصفه، وقال الحاج موجها خطابه لابنيه: استغرقا في العمل، ولا تباليا بالناس.
ولكن الغضب تملك نصيبي، على حين دمعت عينا قسمتي، وإذا بمصور صحفي يشق طريقه بين الجموع، ويلتقط العديد من الصور ل «محمدين» أو «قسمتي ونصيبي». وفي النصف الثاني من النهار جاء مندوب من التلفزيون يستأذن في إجراء حوار مع الشابين، ولكن الحاج رفض بحزم وبنبرة شديدة الغضب ... وبنشر الصور في الصحيفة الصباحية اشتد إقبال الناس وهبط البيع للدرجة الدنيا، فاضطر الحاج محسن خليل لمنعهما من الذهاب إلى الدكان، وقال لامرأته بقلب محزون: سوف تصفى التجارة عقب انتهاء الأجل.
وعند ذاك تساءل «نصيبي» غاضبا: لم لم تتخلص منا عقب ولادتنا؟ لم لم ترحمنا وترحم نفسك؟
Bog aan la aqoon