Waxaan ku Arkay Riyada Hurdada
رأيت فيما يرى النائم
Noocyada
مضت على الشوك، وشمل الخلاف أشياء وأشياء ... قسمتي يحب النظافة ونصيبي يكره فكرة الاستحمام إلا أن يضطر إليه اضطرارا، وتوسط الوالدان على أن ينزل قسمتي عن شيء من النظافة نظير أن ينزل نصيبي عن كثير من القذارة. ونصيبي نهم لا يشبع، فكثيرا ما كان يصاب قسمتي بالتخمة ... ولقسمتي ولع بالأغاني العاطفية على حين يعشق نصيبي الأناشيد الصاخبة، أما ذروة الخصام فقد احتدمت لحب قسمتي النامي للقراءة والاطلاع، يحب أن يقرأ كثيرا، والآخر يفضل اللعب فوق السطح ومعاكسة السابلة والجيران. ونصيبي يمكن أن يصبر ساعة على انهماك الآخر في القراءة، ولكنه عند الضرورة يعرف كيف يفسد عليه تركيزه واستغراقه حتى يشتبكا في معركة تسفر عادة عن انتصار نصيبي، وقال له قسمتي مجربا المناقشة بدلا من العنف غير المجدي: لي هواياتي ولك هواياتك، ولكن هواياتي أنسب لظروفنا غير الطبيعية.
فقال «نصيبي» بحدة: معنى ذلك أن تتحول الحياة إلى سجن دائم. - لكن لا نصيب لنا في الدنيا الخارجية. - السعادة في الدنيا والكآبة في الحجرة.
فقال «قسمتي»: إنك تعاكس الناس فينهالون علينا بالسخرية. - أموت لو فعلت غير ذلك ... بل إني أفكر في اقتحام الطريق. - ستجعل منا أضحوكة وفرجة.
فصاح «نصيبي»: إني أكره السجن وأحسد النجوم.
فقال «قسمتي» برجاء: يلزمك الكثير من العقل.
فقال «نصيبي» بازدراء: لا سبيل إلى الاتفاق. - لكننا واحد كما ترى، رغم أننا اثنان! - هذه هي المصيبة، ولكن عليك أن تذعن لي دون مقاومة. - إنك عنيد وتحب الخصام.
ودعاهما الوالدان إلى الاجتماع في حجرة المعيشة. حقا إنهما فقدا الشعور براحة البال وتنغص عليهما صفوهما، وآمنا بأن كارثة ستحل بالبيت إن لم يسارعا إلى حسم الداء، قبلتهما عنباية، وقالت: فليحب أحدكما الآخر، إن وجد الحب تلاشت المشاكل!
فقال «نصيبي»: هو الذي يكرهني!
ولكن «قسمتي» بادره قائلا: بل أنت الذي تكرهني!
فقالت ست عنباية متأوهة: إنكما اثنان في واحد لا يتجزأ، ولا بد من الحب.
Bog aan la aqoon