محمد بن عثمان، أبو عبد الله البكري، كانت له معرفة بالعربية، والفقه والحديث، كتب إليه الوقشي وأجاز له، وهو ببلنسية، وذلك سنة ٤٨٥هـ، وكان ابن الأبار المتوفى ٦٣٥هـ رآه في سنة ٥١٩هـ.
محمد بن عمر، أبو بكر العقيلي البلنسي، المعروف بابن القباب، وقد أخذ عن الوقشي، وابن السيد كليهما، وكان ذا عناية بالرواية، حسن الخط، جيد الضبط.
مروان بن محمد بن عبد العزيز، أبو عبد الملك التجيبي، سمع الوقشي، وأجاز له، ولابتيه، أحمد وعبد الله، أبو عمر ابن عبد البر، وذلك ٤٨٨هـ، وبقى ولد ييلنسية، حتى تغلب الروم عليها سنة ٦٣٦هـ، وكان عالما متقنا، وحدثا حافظا، توفى في نحو ٤٩١هـ.
مفرج بن فيرة، أبو الحسن الشنتجالي، المتوفى في نحو ٤٨٠هـ، وكانت له معرفة بالعربية والأشعار والأخبار.
يحي بن محمد، أبو بكر السرقسطي، المعروف باللباني، المتوفى في نحو العشرين وخمسمائة وكان أديبا، كاتبا، محدثا، حافظا للاداب واللغة.
ابن السيد البطليوسي
" نشاته وحياته "
مولده
ولد الفقيه الأجل الحافظ، النحوي، الأديب، اللغوي، أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن ابن السيد البطليوسي في سنة ٤٤٤هـ. وعاش سبعة وسبعين عاما، أو ما يزيد قليلا من حياته، واختلف بين بطليوسي، وطليطلة، والسهلة، وسرقسطة، وبلنسية وبها كانت وفاته سنة ٥٢١هـ. وعاصر ملوك الطوائف، واتصل ببعضهم، وشاهد عصر المرابطين إلا أنه شغل عنهم بالتأليف والتدريس، قانعا بهما غير راغب في خدمة القصور زاهدا في مجالسها واجتماعاتها.
حياته
الطور الأول من أطوار حياته، ونعنى بع عهد الطفولة، والحداثة والنشأة والتربية في حجر أبويه، وبين أعضاء أسرته. وهذا الدور من حياته، لا يزال سرا غامضا لم تتناوله كتب التراجم والتاريخ، ولم يجله الباحثون، لأننا لا نعرف شيئا عن أسرته وطفولته، أكثر من أن له أخا وهو أبو الحسن علي بن محمد ابن السيد، وشقيقه الأكبر وشيخه في الأدب والنحو، وأن أصله من شلب، التي كان منها ذو الوزارتين الكاتب الشاعر ابن عمار، وابن بدرون. شارح قصيدة ابن عبدون، التي بكى بها بني الأفطس، ملوك بطليوس كما صرح به في المغرب، ونفخ الطيب: فقد قال المقري، نقلا عن " الذخيرة " لابن بسام: " ومنها " من شلب " نحوي زمانه، وعلامته، أبو محمد عبد الله بن السيد البطليوسي، فان شلبا بيضته، ومنها كانت حركته ونهضته. وقد جاء في المغرب متنصه: " أبو محمد عبد الله بن السيد البطليوسي، أحد من تفخر به جزيرة الأندلس من علماء العربية وهو من شلب، ولازم مدينة بطليوس، فعرف بالبطليوس ". وقال الفتح: شلب بيضته ومنها كانت حركة أبيه ونهضته، وفيها كان قرارهم ومنها نم آسهم وعرارهم، ونسب إلى بطليوس لمولده بها ".
الطور الثاني: وهو عهد الطلب، والدراسة، والتحصيل في معاهد الأندلس، ومراكزها العلمية والأدبية، وهذا الطور، أيضا، غير واضح، وليس لدينا معلومات مفصلة عن هذا المرحلة الهامة من مراحل حياته، وإنما نجد في الكتب بعض الإشارات الخفية المبهمة، التي لا تعطينا صورة واضحة جلية عن هذا الطور من حياة ابن السيد وكذلك فان مؤلفاته التي وصلت إلينا - مطوعها ومخطوطها - لا تشير إلى ذلك إلا قليلا نادرا.
وأغلب الظن أنه بدأ حياة الطلب، والدراسة، والتحصيل في مدينة بطليوس، التي كانت في ذلك الوقت، مركزا هاما، من المراكز الثقافية في الأندلس، وكانت تضاهي عواصم ملوك الطوائف الأخرى، كم قرطبة، وطليطلة، واشبيلية، وسرقسطة، من ناحية الحضارة، والتمدن، والنشاط الثقاف، والعلمي، والأدبي، ولم لا فقد كان ملكها في ذلك الوقت هي أبو بكر محمد بن عبد الله المظفر " من ٤٣٧هـ إلى ٤٦٠هـ " الذي كان أديب ملوك عصره غير مدافع، ولا منازع، والذي ألف موسوعة كبيرة وسماها بالمظفري، وهو الملك الذي كلن قد بلغ إعجابه بالمعري والمتنبي إلى أن قال: من لم يكن شعره مثل شعر المتنبي أو المعري فليسكت.
1 / 23