ووصفه ابن بشكوال وأثنى عليه فقال: " عنى بالرواية، والجمع لها، وإكثار منها، فكان واحد عصره فيها، وكانت الرحلة في وقته إليه، وكانت الرواية أغلب عليه من الدراية، وكان ثقة فيهما، صدوقًا فيما رواه منهما. وكان حسن الحظ، وجيد الضبط. وكانت أكثر كتبه بخطه. وكان صبورًا على النسخ، ذكر عنه أنه نسخ مختصر ابن عبيد في يوم واحد، وأنه كتب بمدة واحدة خمسة عشر سطرًا. وتوفي في ٤٣٨ هـ وكان مولده سنة ٣٥١ هـ.
أبو العباس ابن الدلائي
هو أحمد بن عمر بن أنس، أبو العباس العذاري، المعروف بابن الدلائي. كان من أهل المرية، وبها كان مولده سنة ٣٩٣ هـ.
ورحل إلى المشرق، طالبًا، حاجًا، مع أبويه، وهو حديث السن، وذلك سنة ٤٠٧ هـ، وأقام مدة غير قصيرة معهما في جوار بيت الحرام، ثم خرج من مكة في سنة ست عشر وأربعمائة، فسمع من علماء الحجاز من أمثال أبي العباس الرازي، وأبي بكر محمد بن نوح الأصبهاني، وصحب الشيخ الفاضل المحدث الحافظ أبا ذر عبد بن أحمد الهروي، كما أنه سمع من علماء العراق، والشام، وخرسان، ممن ورد منهم مكة، وهو مقيم بها.
وقد سمع ابن الدلائي، وكتب عن علماء الأندلس كأبي عمرو السفاقسي، شيخ صاحبنا أبي الوليد الوقشي، والقاضي يونس بن عبد الله وغيرهما، وحدث عنه جماعة من كبار العلماء والشيوخ كأبي علي الغساني وأبى محمد بن جزم، وأبى الوليد الوقشي وغيرهم.
وكان يعتني بالحديث وروايته ونقله وضبطه، وكان ثقة ضابطًا، ولجلالة قدره وثقافتاه وعلو إسناده في الحديث، أكثر الناس عنه السماع والرواية.
وتوفي ابن الدلائي رحمة الله في نهاية شهر شعبان سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، ودفن بمقبرة الحوض بمدينة المرية، مسقط رأسه.
تلاميذه
تلاميذ الوقشي كثيرون، ولا يسعنا أن نفصل ذكرهم ونترجم لجميعهم في هذا الموضوع، إلا أننا نرى من المفيد، أن نذكر أسماء أشهرهم، على وجه إجمالي، حتى نعرف قدر الرجل لأن قدر العالم يعرف بعدد تلاميذه، وكثرة من يرجعون إليه في حاجاتهم العلمية والأدبية.
فمن تلاميذ الوقشي: إبراهيم بن لب بن إدريس: أبو إسحاق التجيبى، المعروف بالقويدس المتوفى ٤٥٤هـ، قرأ على الوقشي كتاب أقليدس وغيره، وأصبح مرجعا لطلاب الهندسة.
أحمد بن خلف بن سعد اليحصبي الداني، كانت له معرفة بالفقه والحساب وكان ذا رأي ومشورة.
أحمد بن مروان بن محمد أبو بكر التجيبي البلنسي. المتوفى سنة ٥١١هـ ولي الخطبة بالمسجد الجامع لبلنسية، وتقدير لصلاحه وفضله.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن. أبو العباس السبتي، المعروف بابن نمارة، وهو شيخ ابن الأبر في سماع الموطأ لمالك.
بكر بن محمد، أبو بكر اليحصبي، المتوفي في نحو ٥١٠هـ. وكان أهل المعرفة والنبل والذكاء.
أبو بكر بن سفيان بن العاصم، وهو الذي كان ينفي عن الوقشي الرأي الذي زن به والكتاب الذي نسب إليه وزرا ومينا.
جعفر بن محمد، أبو الفضل الجذامي القيرواني. المتوفى ٥٣٤هـ، كان أدبيا شاعرا وعمر طويلا، وله مؤلفات في الأمثال، والأخبار، والآداب والأشعار.
حمدون بن محمد، أبو بكر البانسي، المعروف بابن المعلم، سمع من أبي الوليد الوقشي، ولازمه، وأكثر عنه. وكان من أهل العلم والأدب والشعر وتولى الصلاة والخطبة بمسجد رحبة القاضي من بلنسية بعد تغلب الروم عليها واجتيازهم المسجد الجامع بها وذلك سنة ٤٨٩هـ ثم خرج منها مع جماعة من أهل بلنسية فرارا بدينهم، سنة ٤٩٥هـ.
خلف بن داودأبو القاسم الصدفي الركاني ثم البلنسي، المتوفى ٣٨٧٩هـ. كان فقيها، محدثا، أديبا، شاعرا.
خليص بن عبد الله أبو الحسن الأنصاري، المتوفى ٥١٣هـ، وكان ضعيف الرواية والسماع وكان ينسب إلى الكذب أيضا.
سفيان بن العاص بن أحمد، أبو بحر الأسدي. المتوفى ٥٢٠هـ، وهو أبرز تلاميذ الوقشي وأشرهم، وأكثرهم شهرة ولباهة. وكان إماما محدثا، أديبا متقدما.
سماجة بن خلف بن سماجة، أبو الحسن، ذكره المراكش وقال إنه روى عن الوقشي.
صاعد بن أحمد بن عبد الرحمن، أبو القاسم التغلبي، صاحب طبقات الأمم وقاضي طليطلة، من أهل المعرفة والذكاء، والدراية، وكان متحريا في أموره، واختار انقضاء باليمن مع شاهد الواحد في الحقوق وبالشهادة على الخط.
1 / 21