وعلي بن أبي طالب وإن كان الأولى في نظري، إذا ما قيست الأمور بالقرب من رسول الله والكفاءة والفضل(1) لم يذكر يوم السقيفة أنه ورد في حقه نص عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كان لعلمه وعلمه الصحابة أو بعضهم، ولو علموه لما كتموه أو تمردوا عليه بشكل جماعي؛ لأننا نعلم أنهم أو بعضهم على الأقل كانوا يتمتعون بصلابة في الحق وشجاعة في المواقف، حتى أنهم قالوا لأبي بكر بعد بيعته: «والله لو جدنا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا»، وما كانوا يسكتون على أي مخالفة وإن بدرت من الخليفة نفسه، فقد روي أن عمار بن ياسر دخل في مشادة مع عمر بسبب مسألة المسح على القدمين في الوضوء. وروي أن امرأة وقفت في المسجد لترد على عمر ما أعلنه بشأن مهر النساء، فاعترف عمر بخطئه، وقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر!! بل تمكن علي نفسه من تأجيل بيعة أبي بكر ستة أشهر، ولو أراد أن لا يبايع لفعل، فما كان أحد ليجبره على ذلك.
Bogga 27