وكأنه كان يتوقع شيئا ما، حين أقطع الأنصار أرض البحرين، فقالوا: لا، حتى تقطع إخواننا من المهاجرين مثل الذي أقطعتنا! فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أما إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقونى»(1). فانظر كيف توقع لهم الأثرة رغم إيثارهم!!
السقيفة.. الأحداث والدلالات
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حدث ما كان متوقعا، فقد رأى الأنصار أن لهم حقا في الخلافة بعده؛ لما لهم من السبق والنصرة، ولأنهم أصحاب الأرض والشوكة، وكانت تنتابهم مخاوف من أن يستحوذ قريش على الأمر دونهم ويستبدون به عليهم، فبادروا إلى الاجتماع في سقيفة بني ساعدة لبحث أمر الخلافة، بعيدا عن المهاجرين، الذين يمثل القرشيون أغلبيتهم وذوو النفوذ فيهم، وكان سعد بن عبادة أبرز مرشحي الأنصار للخلافة؛ لما له من منزلة رفيعة في الإسلام، فقد عرف عنه حسن الصحبة وعظيم التضحية في سبيل الدين، وهو صاحب المواقف الشهيرة في نصرة الإسلام، إلى جانب مكانته في قومه، فهو سيد الخزرج كبرى قبائل الأنصار.
Bogga 15