ضحك الشيخ على الفور وأشار إلى الأطفال: أرأيتم؟!
مع أن زميليه انطلقا في زحام المدينة وتمسكا بالحياة، ظل أحدهما يبحث عن زوجته وأولاده، والآخر يتشبث بالحب المستحيل.
قال محتدا لأنهي هذا الاستطراد السخيف: حتى أكلهما الزمن فأسرعا إلى الكهف يائسين.
ضحك الشيخ وردد الأطفال المبتسمون أصداء ضحكته: نحن كذلك ...
قاطعته وأنا أشير للأطفال إشارة قاطعة بالسكوت: أنتم أنتم، من أنتم؟!
قال الشيخ بهدوء كأنما يشعر بالذنب عن الكتمان الطويل: قلت لك ما قيمة الأسماء؟ سمنا روح الأرض، قلب البشرية، ذاكرة التاريخ، وعي الحاضر منذ الأزل إلى أبد الدهر.
قلت لك: ما قيمة الأسماء؟!
سألت وأنا أحاول أن أجد منفذا يخرجني من كفن يلتف حولي أو تابوت يغلق علي: وهذه السجلات السوداء، هذه الموازين، هل مت في الزلزال وجئتم تقيمون الحساب؟
قلب عينيه قليلا بين الصور واللوحات الصغيرة: يا للجاحد المتسرع، بل بعثت للبدء من جديد.
ثم منطلقا في ضحك صاخب وهو يتأمل الصور المعلقة على الحائط كأنه يكلم نفسه: على الرغم من الطفل الذي وقف أبوه وأمه بجانب فراش موته في ثياب الحداد، ومن العذراء الجميلة الناصعة الوجه التي أسندت رأسها على كفها اليسرى، وراحت تتأمل جمجمة بشرية موضوعة أمامها، وبالرغم أيضا من وجوه الشعراء الأموات الذين أحطت نفسك بهم.
Bog aan la aqoon