إنك ستشرب بالكأس التي شرب بتروكلوس، ولن تبسم لك الدنيا أكثر مما فعلت، فانتظر، فسيأتيك عذاب يشقيك، وسينتفض أخيل العظيم حين ينتهي إليه نبأ مصرعي، فيهرع إلى هذه الساحة، والويل لك من رمحه الظامئ إلى دمك!»
وكانت هذه المقالة قد أجهدته فسكت قليلا، ثم أغمض عينيه إغماضة متعبة، وفتحهما فجأة ونظر إلى جنوده، وقال: «ميرميدون!
وداعا ... سلامي ... إلى ... أخيل!» •••
وفاض الروح الكبير، وسكنت الساحة كلها، كأنها تبكي!
وكأنما هزت كلمات بتروكلوس فؤاد هكتور، وكأنما خشع بطل طروادة لجلال الموت فصمت طويلا، وقال مخاطبا القتيل: «بتروكلوس!
من يدري إذا كان أخيل هو الذي يقتلني، أو كنت أنا الذي أقتل أخيل!
هذه آجال يا أخي ... فالسلام عليك!» •••
ولم يتورع هكتور أن ينزع حربته من رأس البطل، ولم يتورع كذلك أن يأمر فينزع رجاله عدة أخيل ...
تذكارا حربيا!
وعتادا مؤقتا!
Bog aan la aqoon