وبعد حصار وصراع بين الطائفتين قتل رجل من الثوار بعد أن رماه بعض من في دار عثمان بسهم أصاب منه مقتلا فطلب الثوار من عثمان تسليم قاتله فأبى عليهم عثمان فعندئذ زاد سخطهم ولم يكونوا يتوقعون -لا عثمان ولا الثوار- أن يصل الصراع والقتال الخفيف بالأسلحة إلى إزهاق النفوس.
وخشي هؤلاء الثوار أن يتطور الأمر فرأى بعضهم تعجيل الأمر بإجبار عثمان على التنازل أو قتله وليكن بعد ذلك ما يكون.
فتسلق بعضهم دار عثمان بمساعدة من بعض جيران عثمان فدخلوا عليه بيته وقتلوه ولكن قاتله المباشر قد قتل فورا، قتله عبد لعثمان ثم قتل ذلك العبد فأصبح من كل فريق قتيلان.
ثم خرج المتسلقون من دار عثمان وكان أكثرهم يرون في علي الرجل الأمثل والأكفأ لتولي الحكم لكن لم يكن رأيهم وحدهم فقد كان المهاجرون على هذا الرأي وكذلك كان يرى الأنصار (وهم جمهرة الصحابة يومئذ).
هذا ثابت عنهم بأسانيد صحيحة تفصيل ذلك في كتاب لي عن (الفتنة ومقتل عثمان- لم يطبع).
بعض الدراسات المعاصرة ترجع أسباب الفتنة لعبد الله بن سبأ وهذا باطل لأن عبد الله بن سبأ إنما افترى دوره في الفتنة إخباري كذاب اسمه سيف بن عمر وقد خالفه كل من كتب عن الفتنة من المحدثين والمؤرخين من الثقات والضعفاء قبل سيف وبعده (التفصيل في كتابنا: عبد الله بن سبأ بين الحقيقة والأسطورة، لم يطبع).
Bogga 73