ومن وصية أخرى أن معاوية قال ليزيد: إن لي خليلا من أهل المدينة فأكرمه قال: ((ومن هو؟ قال: عبد الله بن جعفر. فلما وفد -بعد موت معاوية- على يزيد أضعف جائزته التي كان معاوية يعطيه إياها، وكانت جائزته على معاوية ستمائة ألف فأعطاه يزيد ألف ألف. فقال له: ((بأبي أنت وأمي)). فأعطاه ألف ألف أخرى. فقال له ابن جعفر: ((والله لا أجمع (أمري) لأحد بعدك. ولما خرج ابن جعفر من عند يزيد وقد أعطاه ألفي ألف، رأى على باب بزيد بخاتى مبركات قد قدمن عليه هدية من خراسان، فرجع عبد الله بن جعفر إلى يزيد، فسأله منها ثلاث بخاتى، ليركب عليها إلى الحج والعمرة، وإذا وفد إلى الشام على يزيد، فقال يزيد للحاجب: ((ما هذه البخاتى التي بالباب؟)) ولم يكن نبوبها، فقال: يا أمير المؤمنين هي أربعمائة بختية جاءتنا تحمل أنواع الألطاف، وكان عليها أنواع من الأموال كلها، فقال: ((اصرفها إلى أبي جعفر بما عليها. فكان عبد الله بن جعفر يقول: أتلومونني على حسن الرأي في هذا يعني يزيد.
وقد كان يزيد فيه خصال محمودة من الكرم، والحلم والفصاحة والشعر والشجاعة، وحسن الرأي في الملك، وكان حسن المعاشرة، وكان فيه أيضا إقبال على الشهوات، وترك بعض الصلاة في بعض الأوقات وإقامتها في غالب الساعات.
Bogga 35