135

Qaacidooyinka Fiqhiga

القواعد الفقهية : مفهومها، نشأتها، تطورها، دراسة مؤلفاتها، أدلتها، مهمتها، تطبيقاتها

Daabacaha

دار القلم

Noocyada

وفي هذا القرن الخامس الهجري أملى الإمام السرخسي الحنفي (483 ه) كتابه الموسوعي العظيم "المبسوط" ، ولا يكاد يوجد له نظير في تعليل المسائل بقواعد فقهية(1).

ثم في أوائل القرن السادس الهجري نبغ من فقهاء المالكية الإمام أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد "الجد" القرطبي (520ه) وبرز على معاصريه بتأليف كتابه الفذ "المقدمات والممهدات" عقب إملائه الكتاب الحافل الموسوعي: "البيان والتحصيل" . وقد أشاد محقق الجزء الأول الدكتور محمد حجي بهذا الكتاب بقوله : "ليست المقدمات من كتب فروع الفقه العادية ولا من كتب الأصول، وإنما ه ي بدع من التأليف يحتوي على دراسات وتأملات..." (2)، والواقع أنه أصاب المحز في وصفه. ومن حسن صنيع الإمام ابن رشد أنه علل كثيرا من المسائل بقواعد أصولية وفقهية . ومن خلال قراءتي له وقفت على أكثر من مئة قاعدة تقرر تعليلات المذهب وترجيحاته . ويحسن أن أقدم هنا أمثلة يقرب مفهومها من القواعد الفقهية: 1 - "الأحكام إنما هي للمعاني" (3).

2 - "يحمل لفظ كل طائفة على عرفها وعادتها" (4).

3 - "حمل الكلام على زيادة فائدة أولى من حمله على التكرار لغير فائدة"(5).

وهذه القاعدة في معنى الأصل المشهور: "التأسيس أولى من التأكيد" . 4 - "حمل الكلام إذا عرى عن النية على ماله وجه ومعنى أولى من حمله على ما لا وجه له ولا معنى"(6).

ص 147. ولي كتابلطيف آخر جمعت فيه حوالي تسع مائة قاعدة من "المبسوط" .

(2) المقدمات والممهدات: 6/1.

(3) المصدر نفسه: 98/1، وانظر: 635/1، 191/2، 432 .

(4) المصدر نفسه: 424/2.

(5) المصدر نفسه: 74/1. (6) المصدر نفسه: 415/1.

Bogga 143