معاوى إننا بشر فاسجع = فلسنا بالجبال ولا الحديدا
(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) قيل: هذا التمام، ثم قال لليهود الذين كانوا بين ظهراني المدينة ﴿ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون﴾ وقيل: بل التمام: معرضون وكله مخاطبة لمن مضى من أسلافهم، وقيل: (ثم توليتم إلا قليلا منكم) التمام هو مخاطبة لأسلافهم وقال قائل هذا ثم خوطبوا هم فقيل: وأنتم أيضًا معرضون كأسلافكم، والله جل وعز أعلم بما أراد وكذلك اختلفوا في قوله جل وعز ﴿وأنتم تشهدون﴾، فقال قوم ﴿ثم أقررتم﴾ التمام وأنتم تشهدون مخاطبة لمن كان بالمدينة، ليموا على تضييعهم أحكام ما في أيديهم من التوراة، بمعنى: أقررتم بأخذ الميثاق بأن لا يسفكوا دماءهم ولا يخرجوا أنفسهم من ديارهم ويصدقون بأن ذلك حق، حكى هذا القول عن محمد بن جرير عن ابن جميل بن سلمه بن الفضل عن ابن اسحق عن محمد ابن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس وأنتم تشهدون، قال علي: إن هذا حق من ميثاقي عليكم.
وقال قوم بل ذلك خبر من الله جل وعز عن أوائلهم ولكنه أخرج الخبر بذلك عنهم خرج المخاطب على مذاهب العرب ومعنى وأنتم تشهدون على هذا وأنتم شهود وهذا مذهب أبو العاليه وهو أول
[١/ ٦٨]
1 / 68