عند ذاك قال الخواجا، وكان قد خلع قبعته عن شعر خفيف ناصع البياض: شوية زعل، الزعل سبب كل شيء، اترك الزعل ترجع مثل البمب.
مانولي الذي باعك الخمر طيلة خمسة وثلاثين عاما، بائع السعادة وسمسار القرافة. - هذه عاقبة بضاعتك يا مانولي.
فنظر الخواجا في بقية وجوه الزبائن، وقال: لم يقل أحد: إن الخمر تأتي بالمرض، كلام فارغ، الانبساط والضحك والفرفشة تسبب المرض؟
هتف الشيخ متولي عبد الصمد، وهو يلتفت نحو الخواجا مسددا نحوه بصرا لا يكاد يرى: الآن عرفتك يا وجه المصائب، عندما سمعت صوتك في المرة الأولى تساءلت: أين سمعت هذا الشيطان؟
وسأل محمد العجمي بائع الكسكسي الخواجا مانولي، وهو يغمز بعينيه ناحية الشيخ متولي: ألم يكن الشيخ متولي من زبائنك يا مانولي؟
فقال الخواجا باسما: فمه ملآن بالطعام، فأين يضع الخمر يا حبيبي؟
وصاح عبد الصمد وهو يشد على مقبض عصاه: تأدب يا مانولي!
فصاح به العجمي: أتنكر يا شيخ متولي أنك كنت أكبر حشاش قبل أن يقطع الكبر أنفاسك؟
فلوح الشيخ بيده محتجا، وهو يقول: ليس الحشيش حراما، أجربت صلاة الفجر وأنت مسطول؟ الله أكبر، الله أكبر.
ووجد أحمد عبد الجواد الهمايوني صامتا، فالتفت إليه باسما وهو يقول على سبيل المجاملة: كيف حالك يا معلم؟ والله زمان!
Bog aan la aqoon