فقال ياسين ممتنا: لا أحب أن أعود إلى الماضي، ولكن أحلف برأس أبي وحياة رضوان ابني أن قلبي لم يحمل قط سوءا لأحد من أهل هذا البيت، وأني أحببتهم جميعا كما أحب نفسي، ربما يكون الشيطان قد دفعني إلى خطأ، وكل إنسان عرضة لهذا، ولكن قلبي لم تشبه شائبة أبدا.
فوضعت أمينة يدها على منكبه العريض، وقالت بإخلاص: كنت دائما واحدا من أبنائي، ولا أنكر أني غضبت مرة، ولكن زال الغضب والحمد لله، فلم يبق إلا الحب القديم، هذا بيتك يا ياسين، أهلا بك، أهلا.
وجلس ياسين ممتنا، فلما غادرت أمينة الحجرة، قال للحاضرين بلهجة خطابية: ما أطيب هذه المرأة! إن الله لا يغفر لمن يسيء إليها، لعن الله الشيطان الذي أورطني يوما فيما جرح مشاعرها.
فقالت له خديجة وهي تحدجه بنظرة ذات معنى: لا يكاد يمضي عام حتى يورطك الشيطان في مصيبة، كأنك لعبة في يديه.
فنظر إليها بعين كأنما يتوسل إليها أن تعفيه من لسانها، وإذا بعائشة تقول مدافعة عنه: ذاك تاريخ مضى وانتهى.
فتساءلت خديجة في تهكم: لم لم تأت معك بالمدام «لتحيي» لنا هذا اليوم المبارك؟
فقال ياسين في كبرياء مصطنع: لم تعد زوجتي تحيي أفراحا بعد، إنها الآن سيدة بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
فقالت خديجة بلهجة جدية لا أثر للتهكم فيها: يا خسارتك يا ياسين، ربنا يتوب عليك ويهديك.
قال إبراهيم شوكت، كأنما يعتذر عن صراحة زوجته: لا تؤاخذني يا سي ياسين، ولكن ما حيلتي؟ إنها أختك!
فقال ياسين باسما: كان الله في عونك يا سي إبراهيم.
Bog aan la aqoon