213

Qasarka Damaca

قصر الشوق

Noocyada

فهتفت بحدة: ولكنك تزوجت من قبل مرتين، فلم يمنعك الزواج من الحرام!

نفخ ناشرا أنفاسا مخمورة، ثم قال: حالتك غير الحالتين السابقتين يا غبية، الزوجة الأولى اختارها أبي وفرضها علي، والزوجة الثانية لم تجعل لي من سبيل إليها إلا بالزواج فتزوجتها، أما أنت فلم يفرضك أحد علي، ولم يغلق بابك دوني قبل الزواج، ولم يكن الزواج منك ليعدني بشيء جديد لم أعرفه، فلم تزوجتك يا غبية إن لم يكن الزواج نفسه - أي الحياة المستقيمة المستقرة - مطلبي؟! والله لو كان بك ذرة من عقل ما سمحت لنفسك بالشك في أبدا. - حتى إن جئتني عند الفجر؟ - حتى إن جئتك عند الصبح!

فهتفت بحدة: نه، قل كلاما آخر أو فعلى الأمن السلام!

فقال بحدة وهو يقطب في نرفزة: ألف سلام. - أرحل، أرض الله واسعة والرزق على الله.

فقال في استهانة متعمدا: أنت وشأنك.

فقالت بصوت واش بالوعيد: أرحل غير أني كالشوكة لا تنتزع بيسر.

فتمادى في الاستهانة بها قائلا: خزعبلات! تذهبين بأيسر مما يخلع الحذاء.

ولكنها غيرت النغمة من التحدي والتهديد إلى التشكي، فهتفت: أأرمي بنفسي من النافذة فأريح وأستريح؟

فهز كتفيه استهانة، ثم نهض وهو يقول بلهجة أخف: ثمة طريق أفضل هو أن تقومي إلى الفراش، هلمي لننام واخزي الشيطان.

اتجه نحو الفراش فاستلقى عليه وهو يتأوه كأنما طال به التشوق للرقاد، أما هي فعادت تقول وكأنها تحدث نفسها: مكتوب على من يعاشرك التعب.

Bog aan la aqoon