============================================================
القانسون للاباية1 وظهور العدل، وهو الشيطان2. الثالث من الهواء، فجعله قابلا للأمرين، وهو الجن. ولذا يكون فيهم كافر ومؤمن3، وقيل إنهم من الصنف الثاني، والله يهدي من يشاء.
الرابع من أخلاط أربعة: تراب ونار وماء وهواء، فجعله أيضا قابلا للأمرين، وهو الإنسان.
اما الصنف الثاني، فهو أخس الأصناف، بل أخس المخلوقات، لخبئه وعييه وسوء كسبه4. نعم له مرتبة من الشرف الوصفي، بالحياة والعلم والإرادة والتصرف، فاق بهسا الجمادات والحيواثات العجماوات، ولكن خالف الحكمة في استعمالها، في غير ما هو من شأنها آن تستعمل فيه، من معرفة الله تعالى، ومعرفة حكمه وحكمته وعبادته، وما يعين على ذلك، فبطل شرفه، وصارت المذكورات أشرف منه، لسلامتها عن تلك المخالفة.
وأما الصنف الأول والأخير، فلهما أيضا الشرف الوصفي المذكور، وامتاز الملك بفضيلة الدعوب3 على طاعة الله تعالى، والنزاهة عن معصيته. وامتاز الإنسان بفضيلة الاختيار، ومقاساة الشهوة، ومجاهدة النفس والشيطان، وانقسم إلى ثااثآة أصناف: صنف ابتلي بمخالقة الحكمة، فالتحق بالشيطان6 كما مر، وهم الكفار وصنف خصص بالطهارة والنزاهة، فالتحق بالملائكة، وهم الأنبياء. وصنف في وسط المجال، والحرب بينسه 1- ورد في ح اللأبية".
2- الشيطان يكون فعلان من شاط يشيط بقلب ابن آدم، وأشاطه أي أملكه، ومن شاط بقلبه أي مال به، ويكون فيعالا من شطن أي بعد، كأنه بعد عن الخير، كما أنه سمي ابليس، لأنه يبلس من رحمة الله أي يئس، وكان اسمه عزازيل، إعراب ثلاثين سورة من القرآن: 7.
3- إشارة إلى قوله تعالى: (وأنا منا الصالخون ومنا ذون ذلك كنا طرائق لددا. الجن: 11 .
4 - قال تعالى: {الشيطان يعدكم الففر ويامركم بالفخشاء والله يعدكم مغفرة منه ولضلا والله واسع عليم البقرة: 268.
5 - قال تعالى: يسبخون اللعل والنهار لا يفترون}. الأنبياء: 20.
6- ورد في ح بالشياطين.
Bogga 108