============================================================
القانسون بالفاسد، قلنا إن أفادكم الفساد فهو مفيد، وإلا فلعب، وقد يقولون نحن إنما تنكر إفادة الدليل العلم، ولم نطلب بدليلنا علما بل التشكيك، فنقول إن كان تشكيكا عليكم، فانتم فيه بلا دليل فاستدلالكم لعب، وإن كان علينا فنحن على يقين، ولا يقاريه1 الشك ولا الظن.
ومنها أنه لو كان النظر منيدا للعلم، لم يشترط فيه عدمه كما سياتي والجواب آنه يفيده استعقابا، والمشترط2 أن لا يكون حاصلا وقت النظر.
ومنها أن أقرب الأشياء الى الإنسان نفسه، وفيها من الاختلاف ما لا يتحصل، فكيف بما هو أبعد وأبعد من الإلهيات. والجواب أن هذا لا يتتضي الامتناع، بل العسر وهو هسلم: ومنها أن الحقائق الإلهية لا تتصور، فلا يمكن الحكم فيها لانتفاء شرطه. والجواب أتا لا نسلم امتناع تصورها لن خصه الله تعالى بذلك، ولو سلم تعذر الكنه، فمجرد الشعور الحاصل بالأوصاف كاف في الحكم. وأما كون النظر يفيد الظن3 فمسلم.
وقد اختلف في الفاسد هل يستلزم الجهل؟ والصواب أنه لا يستلزم شيئا، اما عند قساد صورته فظاهر، إذ لا نتيجة له، واما عند فساد المادة فقط فهو منتج بالصورة، ولكن قد تكون الصورة باطلة، نحو العالم واجب، وكل واجب مستحيل، أو غني عن الفاعل، أو العالم حادث، وكل حادث فني عن الفاعل، وقد تكون صادقة، نحو العالم قديم، وكل قديم مفتقر إلى الفاعل، وكل إنسان فرس، وكل فرس حيوان، وكل إنسان حيوان ناطق، فلا يوشق به.
ا- ورد في ح: لا يقاومه.
ك ورد في ج: والمشروط.
3- ورد في ج: النظر.
Bogga 141