25

Qalaacda Marjaan

قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن

Baare

سامي عطا حسن

Daabacaha

دار القرآن الكريم

Goobta Daabacaadda

الكويت

ظهر لَهُ ثَانِيًا فِي نِيَّته حِين أَمر بِالْأولِ وَلم يعلم أَن مَا أَمر بِهِ سيبدوا لَهُ وَجه الْمصلحَة فِي الرُّجُوع عَنهُ وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ لَا يعلم أَي الْأَمريْنِ خير لَهُ مَا عزم أَولا أم مَا بدا لَهُ ثَانِيًا بل كل ذَلِك تبعا للظن تَغْلِيبًا لَهُ بِقِيَاس يَسْتَعْمِلهُ الْعقل ويريه إِيَّاه فِي مرْآة التجارب وَكثير من يخطىء فِي الْقيَاس ويغلط فِيهِ للعجز عَن إِدْرَاك حقائق الْأَشْيَاء لِأَن ذَلِك مِمَّا اسْتَأْثر الله بِهِ دون خلقه تَعَالَى الله علام الغيوب فَهَذَا هُوَ الْفرق بَين النّسخ والبداء وَهُوَ من دَقِيق هَذَا الْعلم فاعرفه قَالَ بَعضهم ولخفائه على كثير من النَّاس منعت طَائِفَة من الصوفيين وَجَمَاعَة من الْأُصُولِيِّينَ كَأبي مُسلم الْأَصْفَهَانِي جَوَاز النّسخ فِي الْقُرْآن وأثبتوا نسخ الشَّرَائِع فمثلهم مثل قَوْلك أَنْت صَادِق يَا فلَان فِيمَا أخْبرت بِهِ وكاذب فِيهِ جهلا مِنْهُم بِمَعْرِفَة الْفرق بَين النّسخ وَبَين البداء الْجَائِز على المخلوقين وَلَو تَأمل من أنكر النّسخ فِي الْقُرْآن مَا ذكر من الْفرق بَينهمَا لرجع عَن معتقده الْفَاسِد نَعُوذ بِاللَّه من الضَّلَالَة بعد الْهدى إِذْ تقرر ذَلِك فلنشرع فِي الْمَقْصُود بعون الْملك المعبود

1 / 44