كان لرجل امرأة سراقة، وقد أعياه أمرها، حتى صار يعد أرغفة العجين، ولكن المرأة، المفكرة الكبيرة، لم ترم سلاحها، فصارت تقتطع، بعد العد، من كل رغيف نتفة. ولما قيل لها: زوجك صار يعد العجين! قالت كلمتها التي تدور على ألسنتنا اليوم: زوجي لعين، وأنا ألعن منو، هو يعد العجين، وأنا أشيل منو. فنصيحتي للمسئولين ألا يكتفوا بعد العجين ... (3) الانتقاد يقوم الاعوجاج
إلى ط. ك:
لا يا صاحبي، لم أشبع من الانتقاد، ولن أشبع؛ فهو لي كالغذاء. وكما قال توماس جفرسن، أقول: لقد عاهدت الله أن أكون إلى آخر العمر عدوا للطغيان في صوره العديدة، الطغيان الذي سيطر على عقول البشر.
إن الانتقاد هو أنجع علاج لأمراض المجتمع، حكومة وشعبا، وحيث كنت على دين هذا المصلح العظيم جفرسون، فإني أجري معه إلى آخر الشوط فأقول مثله: اللهم لا تقدر لنا أن نظل عشرين عاما بلا ثورة.
أنا كحسان بن ثابت، ترعبني رؤية نقطة دم. ولكني أعتقد أن الانتقاد يقوم الاعوجاج، ويصون الحريات، ويشيع المساواة؛ فقد كفانا احتكار المنافع. إن السكوت علامة الرضا، وما دمنا غير راضين، فلماذا لا نحكي؟!
وزعت إعانة في ذلك الزمان على أهل قرية منكوبة، فجنف الموزع على أحد أخوين، فاستأثر أخوه دونه بالحصة، فحمل المحروم حاله وذهب إلى جبيل؛ ليعرض ظلامته على مدير الناحية في ذلك الزمان، وكانت كلمة قالها للمدير: يا سيدنا جئت أسألك إذا كان بطن أمي بقطعين.
فحمي غضب المدير وصاح به: ... أمك. أنا قاعد في بطنها حتى أعرف بطنها بكم قطع؟!
فضحك الرجل الساذج، وقال لصاحب الرفعة: أعطوا أخي الإعانة وأنا ما أعطوني، ولهذا جئت أسألك؛ لأنك أنت ملجأ المظلوم.
فانتبه المدير، وخاف عاقبة النقل أو العزل، وأمر ضابطيته، بإحضار شيخ الصلح، تحت الحفظ، وأخذ نصيب الرجل منه.
أما لبنان فبطنه بألف قطع. وإن شئت فبقطع واحد لا غير. لا يحبل إلا بأبناء الست، أما أبناء الجارية، فعليهم الغرم ولغيرهم الغنم، فكأنهم غنم يساق إلى المرعى ولغيرهم المعالف.
Bog aan la aqoon