============================================================
لما بلغه ذلك سافر إليه وكان أبو طاهر ضريرا، يكرر كل ليلة تلك القواعد بمسجده بعد أن يخرج الناس منه ، فالتف الهروي بحصير وخرج الناس وأغلق أبو طاهر المسجد وسرد منها سبعا فحصلت للهروي سعلة فأحس أبو طاهر فضربه وأخرجه من المسجد، ثم لم يكررها فيه بعد ذلك، فرجع الهروي إلى أصحابه وتلاها عليهم الثاني : الضوابط وما دخل فيها وما خرج عنها وهو أتفع الأقسام للمدرس والمفتبي والقاضي ، فإن بعض المؤلفين يذكر ضابطا ويستثني منه أشياء، فأذكر فيه أني زدت أشياء أخر ، فمن لم يطلع على المزيد ظن الدخول وهي خارجة كما ستراه، ولهذا وقع موقعا حسنا عند أهل الانصاف ، وابتهج به من هو من أولي الألباب : الثالث : معرفة الجمع والفرق: الرابع : الالغاز: الخامس: الحيل: السادس: الأشباه والنظائر: السابع : ما حكي عن الإمام الأعظم وصاحبيه والمشايخ المتقدمين والمتأخرين من المكاتبات والمطارحات والمراسلات والغريبات: وأرجو من كرم الفتاح أن هذا الكتاب إذاتم بحول الله وقوته، يصير نزهة اللناظرين، ومرجما للمدرسين ومطلبا للمحققين، ومعتمدأ للقضاة والمفتين، وغنيمة للمحصلين، وكشيافا لكرب الملهوفين هذا لأن الفقه أول فنوني، طالما أسهرت فيه عيوني، وأعملت بدني اعمال الجد ما بين بصري ويدي وظنوني، ولم آزل منذ زمن الطلب أعتني بكتبه قديمأ وحديثا، وأسعى في تحصيل ما هجر منها سعيا حشيثا، إلى أن وقفت منها على الجم الغفير، وأحطت بغالب الموجود في بلدنا القاهرة مطالعة وتأملا بحيث لم يفتني إلا النزر اليسير، كما ستراه عند سردها ، مع ضم الاشتغال والمطالعة بكتب الأصول من ابتداء أمري، ككتاب البزدوي والإمام السرخسي،
Bogga 65