../kraken_local/image-264.txt
واما القصير الرقيق فشيء لا يخطر ببال أحد منا، ولا يصلح إلا المتشبه بنا، الذين ما يقدرون على ما نقدر نحن عليه) (قال): ووسألته: (الأيور أصتناف من المقادير تعرفونها في هيئة كبرها وصغرها واي المقادير منها اعجب إليكم والزم لشهوتكم؟) فقال: (نعم، لها مقادير ارفها، فالنهاية في صغرها هو ان يكون طوله ست أصابع، بأصابع احبه، وهذا مقا لا خير فيه ولا فرج عنده. والذي فوق هذا ان يكوب اتسع اصابع، والذي فوق هذا هو المتمتع به أن يكون إثني عشر أصبعا، وهو الذي يمكن استعماله كل من كان منا قد شرب في مسقانا. والخارج اعن كل حد، المتجاوز كل وصف، فهو أن يكون ستة عشر اصبعا، وهو الذي لا يطيق إلا كل رنيس، مذكور، حليف، ممارس. ولا يمكن ان يستعمله منا كل أحد، وانما يستعمله منا من يشكو الثقل جنبه واسترخاء شرجه، وبعد فهمه. وانعتها عندنا في المدح، واوقعها في المحبة، واشفاها للعلة، وابلغها للعلاج، والدها للنفس والومها، المراد في كل وقت ععملها، هو ما غلظ منها وزاد امتلاء ووفر عرضه وثخن جسمه، وكان ما التف عليه عند قبضة رؤوس الأنامل وكل ما لم تلتف عليه الأنامل عند القبضها عليه، لزيادة امتلانه ووفر عرضه، فهو أزيد في فضله وأبلغ في ادحه واجود في معناه إذاكان المراد منه إنما هو الامتلاء والعرض ، وذلك الهو الغرض المقصود وإليه تشريب النفس.
فأما الطويل، وإن كان ممدوحا، فإنه لا يعادل فضيلة العريض. فإن الطويل له موضع يسع طوله، مما عملته الطبيعة الكائنة لا العادة الالكتسابية. وليس المقتدر على استعمال ما طال، ولو تناهى في طوله مدوحا. لأنه إنما اقتدر بالصنع الانساني والطريق الولادي لا التكليف الاكتسابي والتحمل المعادي.
فأما العريض والغليظ، فلما لم تعمل لهما الطبيعة سعة تشتمل على امتلائهما، وجرى الأمر في دخولهما على غير المجرى الطبيعي بل بالعادة
Bogga 272