89

Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i

نصرة القولين للإمام الشافعي

Tifaftire

مازن سعد الزبيبي

Daabacaha

دار البيروتي

Sanadka Daabacaadda

1430 AH

Goobta Daabacaadda

دمشق

في حسان بن ثابت(١)لما ضربه بالسيف:

تَلَقَّ ذُبابَ(٢) السَّيْفِ حسَّان إِنَّني إذا هزَّتِ(٣) الأسيافُ لستُ بشاعِر

يعني: أنَّ لي يوم الحرب اسماً أولى بي من الشَّاعر. وبالله التّوفيق.

ويشهدوا أنّ ما قال الرسولُ لهم حقٌّ فَيُوفوا بحقِّ الله والوَكَد

قال: فاعترضه صفوان بن المعطّل فضربه بالسيف وهو يقول:

تلقَّ ذُبابَ السيف عنّي فإنّني غلامٌ إذا هُوجيتُ لستُ بشاعر

وذكر أنّ ثابت بن قيس بن شماس أخذ صفوان حين ضرب حسَّان، فشدَّه وثاقاً، فلقيه عبد الله بن رواحة فقال: ما هذا؟، فقال: ضرب حسان بالسيف، فقال عبد الله: هل علم رسول الله بشيء من ذلك؟ قال لا، فأطلقه ثمَّ أتوا كلهم رسول الله ﷺ، فقال ابن المعطل: يا رسول الله آذاني وهجاني فاحتملني الغضب فضربته، فقال رسول اللّه ﷺ: يا حسّان أتشوَّهت على قومي إذ هداهم الله، ثمّ قال: أحسن فيما أصابك، فقال: هي لك يا رسول الله، فعوَّضه منها بيرحاء الّتي تصدَّق بها أبو طلحة، وجاريةً قبطيّة يقال لها سیرین جاءه منها ابنه عبد الرحمن.

وكانت عائشة تقول: سئل عن ابن المعطل فوجد رجلاً حصوراً ما يأتي النساء، ثمَّ قتل بعد ذلك شهيداً رضي الله عنه، انظر (البداية والنهاية ٤/ ١٦٣).

(١) حسّان بن ثابت (٥٤هـ): ابن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد، الصّحابي الشّاعر، شاعر رسول الله، المؤيَّد بروح القدس، أبو الوليد؛ ويقال أبو الحسام، الأنصاري الخزرجي النجاري المدني، اختلف في سنة وفاته ومدّة حياته، انظر (الإصابة لابن حجر ٣٢٦/١ رقم ١٧٠٤) و (تهذيب الأسماء واللغات للنووي ١٥٦/١ رقم ١١٧) و(سير أعلام النبلاء ٢/ ٥١٢ رقم ١٠٦).

(٢) ذبابُ السيفِ: حدُّ طرفه الَّذِي بَيْنَ شفْرَتَيْهِ، انظر (لسان العرب ١٤٨٤/١٧).

(٣) هَزْهَزَ الشيءَ: كَهَزَّه، والهَزْهَزَةُ: تحريك البلايا والحروب للناس، وهنا تحريك الأسياف في الحروب، انظر (لسان العرب ٤٦٦٢/٥١).

88