60

Nusrat al-Qolayn by Imam al-Shafi'i

نصرة القولين للإمام الشافعي

Baare

مازن سعد الزبيبي

Daabacaha

دار البيروتي

Sanadka Daabacaadda

1430 AH

Goobta Daabacaadda

دمشق

به الأخيارُ الماضون، فرحمة الله ورضوانه عليه وعلى جميع أئمَّة المسلمين.

وأنا ملطف القول بعون الله وتوفيقه في تنبيه الفريقين على ما تَذَرَّعَ(١)، إليهما بذلك الملحدون(٢)، وتسوَّر(٣) عليهما منه المعاندون، ذَائداً(٤) عن حياض هَلَكَتِهِما الموَحِّدين، وداعيا إلى الطَّريق المُثْلى(٥) المجتهدين، لئلا يقولوا على الله إلا الحقَّ، ولا يُؤَهِّلوا(٦) أحداً بعد الرسول فوق ما استحقَّ، كما جعل الَّذين اتَّخَذوا أحْبارَهُمْ ورُهْبَاءَهُمْ أرْباباً منْ دونِ الله(٧).

بإسنادِهِ عن عَدِيٌّ بِن حَاتَمْ رضى الله عنه(٨) أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله تعالى :

وعند الأتقياء: فهو اجتناب ما لا حرمة فيه ولا شبهة في حلِّه، لكن يخشى أن يؤدِّي به إلى الحرام.

وورع الصدِّيقين: هو اجتناب كلَّ ما ليس بحرام وغير مشتبه وما لا يؤدِّي إلى حرام.

(١) تَذَرَّعَ بِذَريعة: توسَّل بها. انظر (المعجم الوسيط ٣١١/١).

(٢) أَشْدَ إِلْحاداً: طَعَنَ، ( المصباح المنير للفَيُّومي ٢/ ٥٥٠).

(٣) تسوَّر: من يساور إنساناً إذا تناول رأسه ، ومعناه المغالبة ، والسَوْرَةُ: الحدَّةُ والبطشُ (المرجع السابق ٢٩٥/١).

(٤) ذائدا أي: دافعا، والذَّوْدُ: السَّوق والطَّرُدُ والدَّفْع، (لسان العرب ١٥٢٥/١٧).

(٥) الطريقُ المثلى : الَّتي هي أشبهُ بالحقِّ ﴿إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً﴾ [سورة طه: ١٠٤]، معناه: أعدلهم وأشبههم بأهل الحقِّ، (لسان العرب ٤١٣٤/٤٦).

(٦) آهَلَهُ للأمر: صَيَّهُ أهلاً لهُ، أو رآهُ أهلاً له ومسْتَحِقَّاً، (المعجم الوسيط ٣١).

(٧) قال الله تعالى: ﴿اتخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهَ وَالْمُسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهَاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (سورة التوبة: ٣١).

(٨) عديُّ بن حاتم، الطائي، أبو وهب وأبو طريف، من الأجواد العقلاء، صحابيٌّ أسلم سنة/٩/ هـ، كان رئيس طيئ في الجاهليَّة والإسلام ، شهد موقعة الصّفِّين مع سيدنا علي رضي الله عنه، توفي سنة/ ٦٨/ هـ وعمرهـ/ ١٢٠ / سنة، انظر (الإصابة لابن حجر ترجمة رقم / ٥٤٧٥/ج٤٦٨/٢) و ( سير أعلام النبلاء للذهبي ١٦٢/٣) و(الأعلام للزركلي ٢٢٠/٤).

59