وقولهم: إنه خلق كن فكون بها الأشياء فباطل؛ لأنه تعالى، لو خلق كن، لخلقها بكن. وكن بكن لا يتناهى. فلما فسد ذلك، دل أن الله تعالى. لم يخلق كن، بها كون الأشياء - تعالى عن ذلك.
الباب الثاني والستون
في الضحك وتفسيره
ونفي الضحك المعقول عن الله عز وجل وعلا
قال المؤلف: زعم أهل الجهل: أن الله تعالى يضحك لهم يوم القيامة حتى تبدو نواجذه. فوصفوا الله تعالى بأقبح الصفات، بالجسم والجوارح والآلات؛ لأن الذي يضحك الضحك المعقول، الذي نعرفه من العباد. الإيضاح والإشراق والانفتاح للفم، وظهور الأضراس من بين الشفتين. وذلك عن الله منفي، لأن إشراق الوجه واللون وإيضاحه، وانفتاح الفم، وظهور الأضراس من بين الشفتين، لا يكون ذلك إلا للأجسام المحدودة. وقد بينا فساد ذلك، في متقدم الكتاب، من أن الله تعالى، ليس بجسم. بل الضحك من الله للعباد يوم القيامة: أن يلقى المؤمنين بارئهم "عز وجل" بالبشرى والسرور فإذا لقاهم الله تعالى نضرة وسرورا، كما قال الله تعالى وإذا لقوا الله تعالى بنائل منه وبشرى، ضحكوا واستبشروا لذلك؛ كما قال الشيخ أحمد بن النضر العماني- رحمه الله.
وقولهم لله: يضحك للذي أطاع له، يوم الحساب من الأمم. وذلك أن يلقها منه بنائل، وبسطة جود، ليس من بعدها عدم.
الباب الثالث والستون
في القوة وتفسيرها
Bogga 51