وإن هم أبوا أن يكون المسيح ابنا لله، وأبوا أن يكون مولودا من مريم.
قيل لهم: فالمولود إذا من مريم غير المسيح، وهو الذي ألزمناهم إياه، متى صاروا إليه، تركوا النصرانية وأبطلوها.
وقيل لهم: لا تقولوا: إن المسيح قتل، إذا كان ليس بإله، ولا إنسان، ولا بجسد، ولا بعرض.
وقيل لهم: إذا لم يكن جسدا ولا عرضا ولا إلها ولا إنسانا. فما أنكرتم أن لا يكون خالقا ولا مخلوقا ولا قديما ولا محدثا ولا حيا ولا ميتا ولا موجودا ولا معدوما.
وإن قالوا: قولنا مسيح واقع على الجسد والكلمة.
قيل لهم: فإذا قلتم: أكل المسيح وشرب؛ وقتل وصلب، كان الأكل والشرب والقتل والصلب، واقعا على شيئين: أحدهما جسد، والآخر اللاهوت والناسوت.
وإذا جاز على اللاهوت والناسوت، الأكل والشرب، والقتل والصلب.
فما أنكرتم من أن يجوز عليهما الاجتماع والافتراق، والحركة والسكون، والظهور والسكون، وسائر ما يستدل به على حدث الأجسام، وإذا جاز ذلك عليهما. فما جعل الناسوت بالحدث والخلق، أولى من اللاهوت؟ وما جعل اللاهوت بالقدم والإلهية، أولى من الناسوت، وقد اشتركا فيما يستدل به على حدث الأجسام؟
وإن قالوا: وقع القتل والصلب، والأكل والشرب، على الناسوت واللاهوت.
قيل لهم: أرأيتم من زعمتم أن اللاهوت والناسوت هما المسيح، وأن القتل والصلب وقع على اللاهوت والناسوت، ولم يقع على المسيح، أليس يكون مناقضا؟!
فإن قالوا: نعم.
قيل لهم: فما أنكرتم من أن يكون من زعم أن المسيح لاهوت وناسوت، والقتل والصلب واقع على اللاهوت والناسوت، مناقض، إذا كان المسيح لاهوتا وناسوتا.
الباب الثامن والثلاثون
في الرد على أهل التثليث من النصارى وهم النسطورية
قالت النصارى: إن الله واحد ثلاثة، فواحد بالجوهر، ثلاثة بالأقنومية(1).
Bogga 30