ذهب إلى حجرة أبيه، وفتح الباب ولم يفكر. - بابا.
وقام الأب مفزوعا! هذه هي المرة الأولى في حياته التي يتجرأ فيها أحد أن يفتح عليه الباب دون إذن سابق. - من؟ .. ماذا؟ .. من؟ - هل أنت نائم؟ - هذا هو الطبيعي في ساعة مثل هذه! - فماذا كان حامد يفعل هنا؟ - من؟ - حامد. - حامد من؟ - حامد الذي لا يدخل بيتنا غيره. - أجننت ؟ - يا ليتني جننت!
وجاءت الأم: ماذا؟ - اسمعي ما يقول ابنك. - حامد نزل الآن من هنا. - من؟! - كنت أظنه يعمل مع أبي، أو أنا على الأقل، تمنيت أن أجده يعمل مع أبي، ولكن أبي نائم.
أي امرأة غير بهيرة كان يمكن أن تنهار، ولكن بهيرة شيء آخر. من المؤكد أنها طبيعة أخرى غير طبيعة البشر. - اسم الله عليك يا شهاب، مالك يا ابني؟
وراحت تجس جبهته: آه، قل هذا. - ماذا؟ - الولد نار، ضع يديك يا يحيى.
ووضع يحيى يده، والعجيب العجيب أنه قال: فعلا فعلا عنده حمى. - تعال يا شهاب، استند علي.
وفغر شهاب فمه ولم يستند على أمه، وإنما استندت هي عليه وسحبته، ولكن من ينظر إليهما يخيل إليه أنه هو الذي يسحبها، وذهبت به إلى حجرته، وقبل أن تدخلها سمعت باب حجرة زوجها وهو يقفل عليه، ودخلت مع شهاب إلى حجرته، وأغلقت الباب وأرادت أن تلقي به إلى الفراش، ولكنه كان قد أفاق من ذهوله. - ماما، ماذا تفعلين؟ - تنام وتستريح، وحبة أسبرين تصبح بكرة في أحسن صحة. - ماما، كيف استطعت أن تقنعيه أنني محموم؟ - لأنك محموم فعلا. - ماما! - انتظر قليلا، حتى أحضر لك الأسبرين وبعض الثلج. - اخرجي من هنا. - ماذا تقول؟ - اخرجي حالا قبل أن أعمل ما أريد أن أعمله. - شهاب! - اخرجي!
وأمام نظراته القاتلة، خرجت سهير. •••
مسكين يحيى! لم يكن ما قاله ابنه جديدا عليه، كان يعرفه، وفكر كثيرا! كيف يمكن أن يعالج الموقف؟ أيطلقها، فتصبح الحقيقة مدموغة بورقة الطلاق الرسمية؟ وهل تحتمل كبرياؤه هذا؟ أيكلمها؟ وتعرف أنه يعرف؟ سكت واحتمل، وكان كل أمله ألا يعرف أحد آخر.
واليوم عرف شهاب، ماذا سيفعل شهاب؟
Bog aan la aqoon