"الصحيحينِ" (١) وغيرهِمَا (٢) عَن عمران بنِ حصينٍ وأبي هريرةَ بلفظِ: «خيرُ أمتي قَرني، ثُمَّ الذينَ يلونَهم، ثُمَّ الذين يلونهم، ثُمَّ الذينَ يلونَهم»، وفي روايةٍ: «فلا أدري أذكرَ بعدَ قرنهِ قَرنينِ (٣)، أو ثلاثًا، ثُمَّ ذكرَ قومًا يَشهدونَ / ١١٦ أ / ولا يُستشهَدونَ، ويخونونَ ولا يُؤتمنونَ، وينذرونَ ولا يفونَ» وَهوَ بمعنى: يفشُو الكذبُ، واللهُ أعلم.
وَقالَ أبو الوليد (٤) الباجيُّ منَ المالكيةِ، وأبو بكرٍ الرازيُّ منَ الحنفيةِ: لا يقبلُ المرسلُ إلا مِمن عُرِفَ أنَّهُ لا يرسلُ إلاَّ عَن ثقةٍ إجماعًا (٥). ومَذهبُ أحمدَ ﵁ (٦) في رواية عنه: قَبول المرسلِ ما لَم يُعارضْ مُسندًا، وَهذا مِن فروعِ عَملهِ
(١) اللفظ لعمران، وحديثه في صحيح البخاري ٣/ ٢٢٤ (٢٦٥١) و٥/ ٢ (٣٦٥٠) و٨/ ١١٣ (٦٤٢٨) و٨/ ١٧٦ (٦٦٩٥)، وصحيح مسلم ٧/ ١٨٥ (٢٥٣٥) (٢١٤) و٧/ ١٨٦ (٢٥٣٥) (٢١٤).
أمَّا حديث أبي هريرة في صحيح مسلم ٧/ ١٨٥ (٢٥٣٤) (٢١٣) ولم أقف عليه في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة.
(٢) حديث عمران أخرجه: أحمد ٤/ ٤٢٧ و٤٣٦، والنسائي ٧/ ١٧ وفي "الكبرى"، له (٤٧٥١) من طريق شعبة، عن أبي جمرة، عن زهدم بن مضرب، عن عمران، فذكره.
وحديث أبي هريرة أخرجه: الطيالسي (٢٥٥٠)، وأحمد ٢/ ٢٢٨ و٤١٠ و٤٧٩، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٣٥).
(٣) في (ب): «مرتين».
(٤) في جميع النسخ الخطية: «أبو بكر» وهو تحريف، والصواب ما أثبته، فهو: أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي الأندلسي القرطبي الباجي الذهبي، صاحب التصانيف، توفي سنة (٤٧٤) هـ.
انظر: الإكمال ١/ ٤٦٨، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٥٣٥، وشذرات الذهب ٣/ ٣٤٤.
(٥) انظر: جامع التحصيل: ٤٢، والنكت لابن حجر ٢/ ٥٥٢ وبتحقيقي: ٣٢٩.
(٦) في (ب) و(ف): (﵀).