يا عمادي صح عني أنني ... لك مملوكٌ وتلميذٌ وصاحبْ
فإذا ما لم تصدق دعوتي ... قيل عني ومعاذ الله كاذب
فأعد عزِّي وشرِّف منزلي ... وادعُني للحفل مهما كنت غائب
هذه عندك لا خطْر لها ... وهي عندي من سَنِيَّات المواهب
وقلت أخاطب مَنْ أصابه داء الجذام من أصحابنا ويدعوه الأطباء بداء الأسد:
أصابتك يا عينُ عينُ الحسد ... فَتَجْرُ النَّدا والنَّدَامَى كَسَدْ
وَوُلِّيتَ كل شهير خطير ... فقمت به وسَدَتَ المَسَدّ
ولما عَلَوْتَ وقُدْتَ الزمان ... بحبل فأوهقته من مَسَدْ
رأى أسدًا من أسود الرجال ... لذاك رماك بداء الأسد
تَعَزّ فما ثَمَّ مِنْ كائِنٍ ... يصاحبه الكون إلا فَسَد
وقد يتأتى صلاح النفوس ... وتطهيرها بفساد الجسد
وخاطبت عميد الدولة:
مهما جَرَتْ في أذني لفظة ... وددتُ لو كانت ثناء عليك
أو ذُكِرَتْ عن شَفَةٍ قبلةٌ ... لم أرضَها يومًا سوى في يديك
أو كان لي في نعم الله من ... تحكم حُطَّت جميعًا لَدَيْك
سيدي ومالكي، الصَّنَائع شجرٌ تُغرس، وبسياج العناية تصان وتُحرس، فمنها ما يُعدم، ويحط سياجه ويهدم، ومنها ما يُمِرُّ جَنَاه، إذا نُظِر إنَاه، ومنها ما يسمح بإنعامه، ويرمى أُكُلَه لِعامِه، وتقر بصلاحه عين فلاحه، والصنيعة في خديمكم فلان اللبيب النبيل الجاري من توفية خدمتكم وشكر نعمتكم على سواء السبيل من هذا القبيل. فأقسم لو شكر رياض الحَزْن صنيعة المُزْن كشكره، لتأوَّد الغُصن من سُكره، ورد وشأنه الدعاء وشأننا التأمين، والله الكفيل بالإجابة الضمين:
إذا ما غرستَ الخيرَ في ابن جدار ... ظفرت بكنز منه تحتَ جِدارِ
فشُدَّ عليه الكف ذخر مَضنَّةٍ ... واسْكِن به الأسرار دار قرار
ومن دلائل عناية الله بالرئيس وإعانته خلوص بطانته، فالحمد لله الذي جعل القلوب والأيدي نوائل رِفده ووده، والألسنةَ والطَروسَ تراجم مجده، والمملوك يرتقب نُعْرةَ المواضع الحرة ويُمْنَ الشِّيات وسعادة الغُرَّة، قد نهكته المواعِد والأمل المباعد، ورجاؤه قوي في الجَنَاب الذي إذا وعد وَفَى، ومَحَلُّهُ من أميري العدوتين ما احتجب عن الأعين ولا اختفى، وبقي أمل الله الذي لا تتحرك ذرة إلا بإرادته، ومنه نسأل صلة عادته، ودوام أيامه، واتصال سعادته.
وكتبت إليه في غرض الشفاعة.
يا سيدي أبقاكم الله محطّ الآمال، وقِبلة الوجوه، وبلّغ سيادتكم ما تؤمله من فضل الله وترجوه، وكلأ بعين حفظه ذاتكم الفاخرة، وجعل عز الدنيا متصلًا لكم بعز الآخرة. بعد تقبيل يدكم التي لا تزال يدها تشكر، وحسنتها عند الله تذكر، أنهي إلى مقامكم أن الشيخ الكذا أبا فلان، مع كونه مستحق التجلة بهجرة إلى أبوابكم الكريمة قَدُمَتْ، ووسائلَ من أصالةٍ وحشمةٍ كَرُمَتْ، وفضلِ وقار، وتنويهٍ للولاية إن كانت ذات احتقار، ومن اقتضى الفضلُ بِرَّه، وأدَّبَ شكرُ الاختبار علنَه وسرَّه، له بمعرفته بسلفكم الأرضَى وسيلةٌ مرعية، وفي الاعتراف بنعمتكم مقاماتٌ مَرْضية، وتَوَجُّهٌ إلى بابكم، والتمسكُ بأسبابكم، والمؤمَّلُ من سيدي سَتْرُه بجناح رعيه في حال الكَبْرَهْ، ولحظه بطرف المَبَرَّه، إما في استعمال يليق بذوي الاحتشام أو سُكونٍ تحت رَعْيٍ واهتمام، وإعانةٍ على عمل صالح يكون مسكَ ختام، وهو أحق الغرضَيْن بالتزام. وإحالة سيدي في حفظ رسمِ مثله، على الله الذي يجزي المحسنين بفضله ومنه نسأل أن يديم أيام المجلس العلمي محروسًا من النوائب، مُبَلَّغ الآمال والمآرب. والمملوك قد قرر شأنه في إسعاف المقاصد المأمولة من الشفاعة إليكم، والتّسَحُّبِ في هذه الأبواب عليكم، وتقليب القلوب بيد الله الذي يُعطى ويمنع ويملك الأمر. أجمع. والسلام..
وخاطبت الوالي الكبير بمراكش:
1 / 54