الحمد الله الذي علم الإنسان ما لم يعلم، وعلم فهدى، وخلق فسوى، الحمدالله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبالعمل بطاعته تطيب الحياة وتنزل البركات، أحمده في السراء والضراء على ما كان وما يكون وما هو كائن اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد ........
فما من شك أن رقي الأمم واعتلائها مراتب الرفعة والسؤدد لم يكن في يوم من الأيام نسج الصدف، وإنما هو وليد عوامل ذللتها همم عالية، تبنت مبدأ يرتقي بأمتها وضحت من أجل مبدئها، وبذلت في سبيله ما عز وهان.
ومن المعلوم أن الأمة التي لا تعيش ماضيها تفقد حاضرها ومستقبلها؛ وذلك لأن نجاح الأمم وتقدمها مبني على تمسك أبنائها برصيدهم التأريخي وأصالتهم الحضارية.
ومن هنا كان لزاما على كل أمة تنشد التمكين والرقي أن ترجع إلى رصيدها التأريخي، وتراثها الحضاري، لتستنير في حاضرها بقبس من ماضيها التليد، وهنا يبرز دور الرجال اللذين سطر لهم التاريخ أمجادا يعجز مداد الأقلام عن رصدها.
واستنادا إلى هذا المبدأ وتطبيقا لهذه القاعدة قررت أن يكون بحث تخرجي من معهد العلوم الشرعية في مجال الكشف عن التراث وإخراجه من دياجير الظلام إلى منابر النور وقد وقع اختياري على مخطوطة ثمينة سطرها عالم الشعراء وشاعر العلماء العلامة الشيخ أبو مسلم البهلاني ألا وهي مخطوط نثار الجوهر في علم الشرع الأزهر.
وبالجملة فإن أسباب اختياري لهذا الموضوع عدة أمور وهي:
1) مساهمة مني في إحياء التراث الإسلامي الذي نحن في أشد الحاجة إليه.
2) خدمة لإبراز جواهر المدرسة الإباضية التي تتطلع إليها الأمة الإسلامية.
3) تصحيح الرؤية عند الآخرين فيما يملكه الإباضية من رصيد فكري ونتاج علمي
4) مواكبة لمضمار التحقيق عند الآخرين، ومسايرة لركب الحضارة.
5) إستجابة لرغبة إخواني في إخراج هذا التراث ليعم النفع وتحصل الفائدة.
ولا يخلو عملي هذا من صعوبات واجهتني في إعداد هذا العمل المبارك. منها: -
1) قلة الوقت، وتزاحم المواد الدراسية.
2) عدم العثور على بعض التراجم، والآثار، وقد حاولت بقدر ما يتسع من الوقت للوصول إلى ترجمة بسيطة لهم.
3) ذكر المؤلف في بعض الأحيان نصا ولا ينسبه إلى قائل معين، ولا إلى كتاب معين، كأن يقول مثلا: قال بعض قومنا، ثم يأتي بالنص من كلامه، ثم يقول: انتهى كلامه.
Bogga 2