14
يوم الزواج، حتى إنه يدعى إلى المأدبة «تلقام»
15
يبتلع خمسا وعشرين لترة من الجعة، ويلتهم من الطعام مثل هذا المقدار، وتشابه هذه الجعة شراب العسل، وهي لا تشرف - كما في ألمانية - بأسماء الملوك والنسر والأسد، وهي تسمى شراب الغلا؛ أي «شراب العبيد».
والقس يمثل دورا مهما عند الولادة وإن كان غير ذي قيمة في حفلة الزواج، ويجتنب الرجال الآخرون بيت النفساء خوفا من التدنس، وهم يفرون تحت وابل من سخر صدائق الأم الفتاة، وليس للزوج غير حق ركز حربته في وسط الباب ليكون الوليد شجاعا، وينشأ عن اعتقاد دنس الزوجة، وهو اعتقاد غريب لدى النصارى، منعها من صنع خبز الذبيحة، والزوجات يخاطبن أزواجهم بصيغة الجمع المخاطب، والأزواج يخاطبون زوجاتهم بصيغة المفرد المخاطب، ويسهل حل النكاح كما يسهل عقده، ويمكن الزوج أن يبيع زوجته نيلا للمال، والزوجة تصنع ما ترى انتقاما لنفسها.
الفصل العاشر
ونوح هو مصدر الخطأ، ولا ريب في أنه كان نشوان حين لعن ابنه حاما وحكم عليه بأن يخدم إخوته، فصار جميع تجار الرقيق يستشهدون به، ولم يعرف ماذا كان يفعل، فما كان حام شرا من سام، ولم يقل ما أتاه اللاحاميون من ظلم عما أتاه اللاساميون. ومهما يكن الأمر - وعلى ما كان من اضطهاد اليهود - فإن ورطة اليهود دون ورطة حفدة حام الذين قضوا حياتهم موثفين بالقيود، أو عدوا سلعا وظلوا عبيدا حتى الساعة الحاضرة، والحق أن المضطهد يمكنه أن يصارع وينتصر، وأن قيمته الشخصية تزيد بمقاومته، وهو إذا ما قهر وذعر وصبر ووجد في الانتقام القادم سبب سرور له، والعبد مع ضياع الحرية يخسر أمل الانتقام، وإذا ما جر القيد جيلا بعد جيل ذبلت المشاعر كذبول الأعضاء المعطلة وزالت في نهاية الأمر. ويلوح أن نظرة الأسد الذي ولد في الأسر تنم على أنه يعلم فصل القضبان له عن الحرية في غابة آبائه، وعاد العبد لا يدافع.
وفي ذلك تفسير للسر في وجود عبيد منذ سبعة آلاف سنة وفي قلة عصيانهم، وتاريخ العبيد أطول من تاريخ الطوائف الأخرى ومن تاريخ الكهنة. وكان لأكابر محبي الإنسانية عبيد، وكان للحكيم سولون
1
وللعادل ليكورغ
Bog aan la aqoon