239

وسيظهر في بطلان الجزء (1)، أن مثل هذا المتصل لا يتألف من أجزاء لا تتجزأ. فيثبت أن كل حادث مسبوق بموجود غير قار الذات متصل اتصال المقادير ، وهو الزمان (2).

والاعتراض : لا نسلم ثبوت هذه القبلية في الخارج ، ودليلكم إنما ينهض بثبوتها مطلقا ، وهو أعم من الثبوت الذهني والخارجي ، ولا يدل ثبوتها في الذهن على ثبوت موصوفها في الخارج ، فإنه كما يصح وصف الموجود بها ، كذا يصح وصف المعدوم بها ، فإنه دليلكم على ثبوت الزمان ، بل يمتنع ثبوت القبلية والبعدية في الخارج لوجوه (3):

** أ:

يتأخر عنها ، فيفتقر إلى قبلية أخرى ، ويلزم التسلسل لا دفعة واحدة ، بل دفعات لا تتناهى ، وهو غير معقول.

واعترضه أفضل المحققين : بأن القبلية والبعدية اللاحقتين بالزمان إضافيتان عقليتان ، والموجود في الخارج هو الزمان ، وهو الذي تلحقه القبلية لذاته وتلحق ما سواه مما يقع فيه بسببه في العقل ، أما نفس القبلية فليس من الموجودات المختصة بزمان دون زمان ، لأنها أمر اعتباري (4) يصح تعقله في جميع الأزمنة ، وإن أخذ من حيث يقع في زمان معين ، كان حكمه حكم سائر الموجودات في لحوق قبلية أخرى يعتبرها العقل به ، ولا يتسلسل ذلك ، بل ينقطع بانقطاع الاعتبار

Bogga 244