85

[شبهة وجوابها حول معنى نزول الله تعالى]

فائدة: حول ما يقوله البعض من نزول الله تعالى في الثلث الآخر من الليل، وأنه نزول حقيقي كما في مختصر العقيدة الواسطية.

فنقول في الجواب:

أولا: أن النزول الحقيقي لا يتأتى إلا في الأجسام، والله تعالى ليس بجسم.

ثانيا: قد ثبت واشتهر عند علماء الفلك، واستقر عليه رأي الأمم أن الشمس في دوران دائم، وأن الأرض كروية تدور عليها الشمس، فالليل والنهار يدوران على الأرض، فالنهار دائم على الأرض، والليل دائم على الأرض، وكذلك الثلث الأخير من الليل في دوران دائم على الأرض، فلا ينتهي الثلث من جزء إلا وقد أخذ في جزء من الأرض، وهكذا منذ أن خلق الله الكون على هذه الصفة الذي هو عليها اليوم.

وفي مقدور أحدنا أن يتأكد من صحة ما قلنا بالتلفون، فعلى هذا يكون الباري تعالى مشغولا بالنزول ومتابعة الثلث الأخير فيخلى العرش من الإستواء عليه، ويخلى الكرسي من القدمين.

ومن هنا تبين لنا صحة تفسير الزيدية لنزوله تعالى بنزول رحمته، وأنه لا وثوق بعلم صاحب العقيدة الواسطية وأتباعه، وأن الحق ما عند الزيدية في هذا ونحوه من تفسير المجيء والذهاب، والصعود والنزول.

وبهذا الاستدلال نفسه يتبين لنا بطلان قول صاحب العقيدة الواسطية أن صفة العلو حقيقة لله تعالى، مستدلا بقوله تعالى: ((إليه يصعد الكلم الطيب)) [فاطر:10] ونحوها، فجهة العلو نسبية، إذ أن الأرض كروية، فعلو قوم هو تحت بالنسبة لقوم آخرين فمثلا: تكن الشمس فوق النصف المشرق من الأرض، بينما هو في الوقت نفسه تحت النصف المظلم منها، فأين العلو المقصود المضاف إلى الباري تعالى مع أن تحتنا سماء وفوقنا سماء وعن أيماننا وقدامنا وخلفنا كذلك سماء، وكل ذلك علو بالنسبة لما واجهه من الأرض.

Bogga 85