Nazarat Fi Zaydiyya
نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه
Noocyada
فإن استدلوا بغير ما استدلوا به هنا نحو قول بعضهم: إنه ورد في الحديث: ((ما كان عليه أنا وأصحابي)).
فالأمر مبهم كذلك إذ أن كل فرقة من فرق المسلمين تدعي أنها على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وآله وأصحابه، لهم كتب في السنة مروية بأسانيد رجال موثقين عندهم كفرق الشيعة وفرق الفقهاء الحنفية والشافعية والحنبلية والمالكية وفرق الحشوية وإلى آخره.
ولم يقم أحد الدلالة الواضحة على أن فرقته هم الفرقة الناجية سوى الزيدية، فقد روت جميع الطوائف المختلفة حديث الثقلين، وحديث السفينة وغيرهما، مما يدل دلالة واضحة أن متبع أهل البيت هم الناجون.
فإن قيل: هناك فرق من الإمامية ينبغي أن تكون في ضمن الفرقة الناجية، إذ هم متبعون لأهل البيت، فلماذا حصرتم النجاة لطائفة الزيدية؟
والجواب والله الموفق: أن الأمة بما فيهم الإمامية والزيدية قد رووا حديث الثقلين، وحديث السفينة وغيرهما مما يدل على نجاة أهل البيت والمتمسك بهم نحو: ((قدموهم ولا تقدموهم، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم))، وهي تدل على نجاة أهل البيت، ونجاة المتمسك بهم، وأنهم لا يفارقون الكتاب حتى الورود على الحوض.
ثم انفردت الإمامية بطوائفها إلى القول بأن المقصود بأهل البيت إثنا عشر إماما مسميين بأسمائهم، ولم نجد شاهدا يصدق دعواهم سوى روايات رووها وحدهم، فالزيدية أخذت بما روته الأمة بما فيهم الإمامية والسنية، لأنها رواية صحيحة أجمعت عليها الأمة، أما ما روته الإمامية من التعيين فلم يخرج من حيز الدعوى وشهادتها لنفسها لا تقبل.
Bogga 83