والرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمرهم إلا بالمعروف ولم ينههم إلا عن المنكر، فالمعروف والمنكر مرتكزان في الفطرة، ومعلومان عند العقل، فيكفي في صدق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمرهم إلا بما تعرفه عقولهم، ولم ينههم إلا عن ما تنكره قلوبهم.
فهو إذا معروف منكر من قبل الأمر والنهي، والمعروف حسن، والمنكر قبيح، قال تعالى: ((إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب () الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض)) [آل عمران:190-191]، ففي هذه الآية ونحوها دليل على أن خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار مليء بالآيات، وأن هذه الآيات مجال ومسرح لأهل العقول يتفكرون في آياتها ويعرفون من خلالها حكمة الخلق والتكوين وتنزيه الخالق سبحانه وتعالى عما نسب إليه الجاهلون.
Bogga 47