فالعرض عند المتكلمين: هو من توابع الجسم وصفاته، إذا فالأعراض هي صفات الأجسام، ولا يمكن أن يوجد العرض بمفرده، بل لا بد من جسم يحل فيه العرض، وكذلك الجسم فإنه لا يصح أن يوجد بمفرده خاليا عن الأعراض، فإذا وجد الجسم فلا بد له من صفات يوجد عليها، كالطول، والقصر، واللون، والحركة، والسكون، والإجتماع، إلخ.
وكذلك القدرة، والعلم، والحياة، والعجز، والإرادة، والعزم، والرضا والغضب، والكراهة والرحمة، والصعود والهبوط والانتقال.
فكل هذه الأعراض المشاهدة تختص بالأجسام، ولا يتصورها العقل إلا في جسم.
إذا عرفت ذلك فاعلم أنه لا يعقل جسم إلا في مكان، ويستحيل أن يوجد جسم لا في محل.
ولا خلاف بين المسلمين أن السموات والأرض وما بينهما محدث، وأن محدث ذلك هو الله سبحانه وتعالى، وأنه موجود عالم، قادر، حي، سميع بصير، عدل حكيم، ليس كمثله شيء.
ثم اختلفوا في تفاصيل بعض تلك الجمليات، ولنذكر هنا مذهبنا نحن الزيدية.
Bogga 16